سد النهضة الإثيوبي: لحظة تاريخية ومصدر فخر للشعب الإفريقي: ترجع فكرة سد النهضة إلى ستينيات القرن الماضي: المنافع للشعب الإثيوبي والدول المجاورة

 

مركز الحقيقة والمعرفة

سد النهضة الإثيوبي: لحظة تاريخية ومصدر فخر للشعب الإفريقي

بقلم: الكرتي – مركز الحقيقة والمعرفة

مقدمة
شهدت إفريقيا مؤخراً حدثاً تاريخياً غير مسبوق تمثل في اكتمال بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير (GERD) وافتتاحه رسمياً. هذه اللحظة ليست فقط انتصاراً للشعب الإثيوبي، بل تمثل أيضاً مصدر فرح وفخر لجميع شعوب القارة الإفريقية، لما تجسده من روح النهضة، السيادة، والاستقلال في اتخاذ القرارات التنموية.

الخلفية التاريخية والفكرة
ترجع فكرة سد النهضة إلى ستينيات القرن الماضي، حينما طُرحت أولى الدراسات حول إمكانية استغلال مياه النيل الأزرق لتوليد الطاقة الكهربائية والتنمية الزراعية والصناعية. إلا أن الظروف السياسية والاقتصادية حالت دون تنفيذ المشروع لعقود طويلة.
في العام 2011، أعلنت الحكومة الإثيوبية رسمياً بدء أعمال بناء السد، كخطوة استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة، وتحويل إثيوبيا إلى مصدر رئيسي للكهرباء في المنطقة.

الافتتاح والفرحة الشعبية
مع اكتمال بناء السد وبدء التشغيل الكامل، عمت مشاعر الفرح في أرجاء إثيوبيا، وخرج المواطنون للاحتفال بهذا الإنجاز العظيم. وتعد هذه اللحظة رمزاً لوحدة الشعب الإثيوبي وقدرته على تحقيق أحلامه رغم التحديات والصعوبات السياسية والاقتصادية.

المنافع للشعب الإثيوبي والدول المجاورة
يعتبر سد النهضة أكبر محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا بطاقة إنتاجية تقدر بحوالي 6,500 ميغاواط، مما يعزز قدرة إثيوبيا على توفير الكهرباء لمواطنيها وتصدير الفائض للدول المجاورة مثل السودان، جيبوتي، كينيا، وأريتريا.
بالإضافة إلى ذلك، سيساهم السد في تحسين الزراعة عبر تنظيم تدفق المياه وتقليل الفيضانات، كما سيخلق آلاف فرص العمل، ويشجع على الاستثمارات الصناعية والزراعية.

الأمن المائي والتأثيرات الإيجابية على السودان ومصر من منظور إثيوبيا
ترى إثيوبيا أن السد سيوفر فوائد مباشرة للسودان، إذ يساهم في تقليل الفيضانات وتنظيم انسياب المياه، مما يساعد في تحسين الري وزيادة المساحات الزراعية.
أما بالنسبة لمصر، تؤكد إثيوبيا مراراً على أن السد لن يضر بحصتها التاريخية من مياه النيل، بل قد يساهم في تقليل فقد المياه عبر التبخر، وتحقيق استقرار في التدفقات المائية خلال مواسم الجفاف.

التكلفة الختامية والاستثمارات الخارجية
بلغت التكلفة الإجمالية لسد النهضة ما يقارب 5 مليارات دولار أمريكي، تم تمويلها بشكل أساسي عبر مساهمات الشعب الإثيوبي، القروض المحلية، والسندات الحكومية، مع بعض الاستثمارات والدعم الخارجي المحدود.
هذا النموذج في التمويل يعكس روح الاعتماد على الذات ويعزز السيادة الوطنية الإثيوبية في تطوير مشاريعها الاستراتيجية الكبرى.

التكلفة التخزينية للسد
يستوعب سد النهضة حوالي 74 مليار متر مكعب من المياه، مما يجعله من أكبر الخزانات المائية في إفريقيا والعالم. هذه السعة التخزينية الكبرى تمكن إثيوبيا من توليد الكهرباء بكفاءة عالية وضمان استقرار الإمدادات المائية على مدار العام.

المخاطر والمخاوف
رغم الفوائد الكبيرة، توجد مخاطر بيئية وهيدرولوجية محتملة، إضافة إلى التوترات السياسية مع دول المصب، خصوصاً مصر والسودان، بسبب التخوفات من تقليص حصة المياه. وقد تواصلت جولات المفاوضات للتوصل إلى تفاهمات ملزمة بشأن الملء والتشغيل.

موقف الحكومة المصرية والسودانية
تعترض الحكومة المصرية بشكل مستمر على خطوات الملء الأحادي للسد، وتطالب باتفاق قانوني ملزم يضمن عدم الإضرار بحصتها من مياه النيل.
أما السودان، فيتأرجح موقفه بين الترحيب بالفوائد المحتملة، مثل تنظيم الفيضانات وتوفير الكهرباء، وبين التخوف من الأضرار غير المتوقعة على منشآته المائية وأراضيه الزراعية.

نداء مركز الحقيقة والمعرفة للشعب الإثيوبي
يبارك الكرتي، ومركز الحقيقة والمعرفة، للشعب الإثيوبي والحكومة الإثيوبية هذا الإنجاز التاريخي العظيم، ويدعوان الشعب الإثيوبي إلى الاتحاد ونبذ الخلافات والحروب الأهلية التي عطلت مسيرة التنمية لعقود طويلة.
إن سد النهضة يجب أن يكون رمزاً للوحدة والسلام، ومنطلقاً لبناء مستقبل مزدهر يليق بتاريخ وحضارة إثيوبيا العريقة.

خاتمة
يؤكد مركز الحقيقة والمعرفة أن سد النهضة يمثل إنجازاً إفريقيا بامتياز، يحمل في طياته آمال التنمية والطاقة النظيفة، ويمكن أن يصبح نموذجاً للتعاون الإقليمي إذا ما تم التعامل معه بروح الأخوة والتفاهم.


بقلم: الكرتي – مركز الحقيقة والمعرفة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حسن البرهان، شقيق عبد الفتاح البرهان، جمع ثروة طائلة تقدر بأكثر من 93 مليون دولار أمريكي

عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان: رجل إيران في إفريقيا وقائد المافيات الإجرامية الإرهابية في بورتسودان: التعاون الإيراني: الأسلحة المحرمة والجرائم الموصوفة

Welcoming U.S. Sanctions on Sudan for the Use of Chemical Weapons - Statement of Welcome and Support