جرائم عبد الفتاح البرهان في السودان: إرث دموي يعيد للأذهان وحشية ڤلاد المخوزق: سُجّل اسم "ڤلاد المخوزق" كرمز للرعب الدموي والوحشية المنفلتة
جرائم عبد الفتاح البرهان في السودان: إرث دموي يعيد للأذهان وحشية ڤلاد المخوزق
في عمق التاريخ، سُجّل اسم "ڤلاد المخوزق" كرمز للرعب الدموي والوحشية المنفلتة، حين حكم رومانيا في القرن الخامس عشر بالخوف والرعب والتنكيل. لكن ما كنا نظنه قد ولى مع القرون، يتجدد أمام أعيننا في القرن الحادي والعشرين على يد جنرال سوداني يُدعى عبد الفتاح البرهان، الذي ارتكب ويواصل ارتكاب فظائع لا تقل وحشية عن إرث ڤلاد.
لقد شهد السودان في الأعوام الأخيرة موجة من الجرائم المنهجية، خصوصًا ضد السود الزنوج في دارفور، النيل الأزرق، وكردفان، وهي جرائم اتسمت بالبشاعة والعنصرية والتطهير العرقي. ومع تواتر التقارير من المنظمات الدولية المستقلة، تأكد أن ما يحدث لم يكن مجرد "نزاع مسلح"، بل هو مشروع لإبادة مكونات سكانية أفريقية كاملة، بذريعة السيطرة والهيمنة العرقية والسياسية.
ما يفعله البرهان ليس مجرد قمع سياسي أو تجاوزات أمنية، بل هو برنامج دموي متكامل يسعى إلى محو الوجود الأسود في مناطق الهامش. عمليات قتل جماعي، اغتصابات، تهجير قسري، تدمير قرى بكاملها، وممارسات ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب بل وربما الإبادة الجماعية وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948.
تمامًا كما استخدم ڤلاد الخوزقة لإرهاب معارضيه، فإن البرهان يستخدم المجازر والعنف العرقي لسحق كل ما يعترض سبيله نحو السلطة المطلقة. لكنه يفعل ذلك في ظل نظام قانوني دولي متكامل، مما يجعل صمته العالمي بمثابة خيانة للعدالة، وتواطؤ غير معلن في إبادة شعب.
إن مركز الحقيقة والمعرفة يدين بأشد العبارات هذه الجرائم، ويطالب بتحرك عاجل من المجتمع الدولي، لا سيما من المحكمة الجنائية الدولية، ومجلس الأمن، والاتحاد الأفريقي، لوضع حد لإفلات الجناة من العقاب في السودان.
نحن لا نقارن بين تاريخ ووحشية، بل نُظهر كيف يعيد التاريخ نفسه إذا لم نحاربه بالوعي، والعدالة، والمحاسبة. وإذا كان ڤلاد المخوزق قد أصبح رمزًا للرعب في أوروبا، فإن عبد الفتاح البرهان يجب أن يكون رمزًا للملاحقة والمحاسبة في إفريقيا الحديثة.
إن دماء الأبرياء ليست حبرًا يُكتب في التقارير، بل نداء حيّ من أجل إنقاذ ما تبقى من إنسانية في هذا العالم.
تعليقات
إرسال تعليق