كم من الناس يعيشون فى فقر مدقع وحرمان مستمر لعدة سنوات يذيق مرارتها الأجيال جيل بعد أخر وكأن القدر قد كتب عليهم الفقر الأبدى , بينا أخرون يتمعون ويأكلون ولا يبالون , يسرقون أموال شعوبهم لحسابهم


 يصادف اليوم العشرين من فبراير من كل عام , يوما دوليا للعدالة الإجتماعية وبهذه المناسبة فإن المجتمع الدولى يعبر عن مدى مكانة العدالة الإجتماعية لإرساء قيم العدل والسلام فى العالم بصورة عامة وشعوب الأقطار على إمتداد الخارطة العالمية كل على حدة , كما أن مبدأ العدالة الإجتماعية لها مكانة سامية إذا أرادت حكومات الدول لشعوبها أن تنعم بالإستقرار السياسى والإقتصادى والإجتماعى بل والتعايش السلمى بين الشعوب. ولكن مانراه اليوم فى بعض الدول من حروب أهلية مدمرة , والتقلبات السياسية , والتناحرات القبلية والعرقية بين شعب من شعوب القطر الواحد , يرجع أسبابها الأساسية الى الظلم والإستبداد والتكبر والتى تمارسها بعض الأنظمة الظالمة التى لاتؤمن بسيادة القانون على الإطلاق.

كم من الناس يعيشون فى فقر مدقع وحرمان مستمر لعدة سنوات يذيق مرارتها الأجيال جيل بعد أخر وكأن القدر قد كتب عليهم الفقر الأبدى , بينا أخرون يتمعون ويأكلون ولا يبالون , يسرقون أموال شعوبهم لحسابهم وحساب أسرهم, إنه الظلم الإجتماعى الخطير الذى يؤدى فى نهاية الأمر الى الظلم والتمرد على السلطة.

فقر مدقع يعيشه شعب جبال النوبة والنيل الأزرق وبعض القبائل الأخرى المهمشة فى السودان , حيث التفاوت المريع بين طبقات المجتمع الواحد , حيث يعيش البعض فى شمال السودان فى جنات النعيم بينما يحترق البعض بنيران الفقر والحرمان , يتمتع البعض بثروات هذا الوطن , فأمتلأت بطونهم وظهورهم وأرجلهم بالشحم واللحم , وذلك نسبة للثراء الفاحش واموال السحت والحرام. بينما يموت الأخرون بالجوع.

وعندما أعتمدت منظمة العمل الدولية الإعلان العالمى بشأن العدالة الإجتماعية فى العام 2005م , كان هدفها الأساسى هو , رؤية عالم عادل يتمتع فيه الجميع بنسبة معقولة من العيش الكريم , وهذا يشمل العدالة فى التعليم والعدالة فى فرص الوظائف والسكن والصحة وباقى الخدمات الأخرى, بل وعدالة إدارة شئون الدولة , وهذا لا ياتى إلا عنما تطبق الدولة مبدأ سيادة القانون والحكم الرشيد ومحاربة المحسوبية والعنصرية والفساد بجميع أشكاله المختلفة.

ولكن مانراه وما هو ملموس فى شمال السودان هو الأتى:

أولا – نزلاء السجون من قبائل وعرقيات بعينها وإذا لم تصدقوا فلتذهبوا الى جميع سجون السودان , سوف تجدون السواد الأعظم من شعوب نزلاء السجون هم من قبائل وجهويات معينة – هل خلقهم رب العالمين مجرمين بطبعهم؟

ثانيا: جميع قضاة المحاكم بما فى ذلك المحاكم الإبتدائية والإستئناف والمحكمة العليا فضلا عن وكالات النيابة , السواد الأعظم منهم من جهات وعرقيات معينة ! هل خلقهم رب العالمين لكى يصبحوا قضاة ووكلاء نيابة قبل أن يولدوا ؟

ثالثا: معظم الجنود وجنود الصف فى القوات المسلحة والشرطة وغيرها من الوكالات الأمنية , معظمهم من قبائل وعرقيات وجهويات بعينها. هل خلقوا لكى يموتوا بينما يعيش البعض فى هناء وعيشا رغيدا؟

رابعا: معظم الولاء والمحافظين والمسئولين الكبار فى كل ولايات السودان الشمالى ينتمون لعرقيات وقبائل وجهويات بعينها !!!

ياأيها الناس – إن القائمة تطول وبإمكاننا ان نكت كتابا مفصلا عن الظلم الممنهج فى السودان – إذهبوا الى البنوك فتفحصوا من يعمل هناك – إذهبوا الى الشوارع من يقوم بنظافتها – إذهبوا الى مقر التلفزيون والراديوا من يعمل هناك .

حتى أن عزرائيل ملك الموت إنحاز لبعض الناس فلا يقبض أرواحهم , بل وجه كل طاقاته لقتل أبناء جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق!!!!

إنّ الحسرة والغيظ والندم والبؤس يملؤون بطنى بالألم

كفى ظلما

 الكرتى

المحامى والباحث القانونى

Lawyer – Legal researcher

humancivilrightsinherentdigni@gmail.com

http://africanjusticedemocracy.wordpress.com/

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حسن البرهان، شقيق عبد الفتاح البرهان، جمع ثروة طائلة تقدر بأكثر من 93 مليون دولار أمريكي

أثار البيان الأخير الصادر عن "الأمانة العامة للحركة الإسلامية السودانية"، والذي يدعو إلى "الجهاد نصرةً للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، استغراب المراقبين، وطرح تساؤلات جدية حول تورط عبد الفتاح البرهان وتحالفاته مع طهران.

يدين مركز الحقيقة والمعرفة وعلى رأسه الكاتب الكرتى بأشد العبارات البيان الصادر عن ما تُسمى الحركة الإسلامية السودانية والذي يدعو إلى "الجهاد" نصرةً للنظام الإيراني المارق، بذريعة الدفاع عن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" في وجه ما وصفوه بالعدوان الصهيوني.