الكرتى يكتب ويقول: إنّ الأنظمة السياسية الإرهابية التي قامت بإدارة السودان منذ الاستقلال الكاذب , كانت وما تزال تمارس وتقوم بتطبيق سياسة الفوضى والاختلال , والاضطراب ,والزَعْزَعَة , والضَوْضَاء المجتمعية في المناطق والأقاليم الطرفية - فَلْسَفة اسْتباقْ الحَدثْ بإحداثه مشُوهاً


 فَلْسَفة اسْتباقْ الحَدثْ بإحداثه مشُوهاً

الأنْظِمَة الإرْهَابيّة في السُّودان وسِياسَة الفوضى الخلاقة القذِرة

Create Chaos Theory policy in Sudan

الكرتى

محامي

 

استباق الحدث بإحداثه مشوها ليفشل:

دعونا نتحدث عن أقذر الأسلحة المعنوية التي يتم استخدامها من قبل الأنظمة السياسيّة الإرهابيّة في السُّودان منذ قديم الزمان, الا وهي فلسفة الفوضى الخلاقة في إطار استباق الحدث قبل حدوثه وذلك من خلال إحداثه، ولكن بصورة مشوه وتقديمه للشعب بصورة فاشلة وممسوخة, هذا الكلام يحتاج إلى تفسير وفهم حصيف.

امثلة على ذلك: الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها من قبل الحركات المعارضة في السودان والأنظمة السياسية الإرهابية في السودان. إن الهدف والدافع الأساسي من التوقيع على كل هذه الاتفاقيات هو تدمير الكامل للطرف الأخر وذلك من خلال التوصل الى اتفاق مع الحركات المعارضة وتقديمه للشعب بطريقة مشوهة وفاشلة. على سبيل المثال, إذا كان الشعب يريد العدالة والقانون ودولة الحكم الرشيد, فتستجيب الحكومة الإرهابية لرأى الشعب، ولكن بطريقة مشوهة حتى لا يسعى أي إنسان للمطالبة والسعي اليه مرة أخرى. نعم تحقيق الهدف، ولكن بطريقة مشوهة مع توفير كل أسباب الفشل.

أيضا من الأمثلة الواضحة , الوزراء الاتحاديون من الأقاليم والمناطق الطرفية , نذكر بعض الأمثلة:

وزير المالية, وزير الطاقة والتعدين , النائب العام قائد الدعم , وغير ذلك من القادة السياسيين. إن السياسيّة الإرهابية تسعى وتعمل من اجل تشويه سمعة السياسيين القادمين من المناطق والأقاليم الطرفية وذلك لإحاطة الشعب علما بأن هؤلاء البشر لا يصلحون لإدارة السودان على الإطلاق.

كيف تتوقع من أن يصطاد الصياد من غير أدوات الصيد؟ وزير المالية مثالا- وزير الطاقة والتعدين مثالا- وغير ذلك من الأمثلة المشوه

الحلول: الثبات على المبدأ

إنّ الأنظمة السياسية الإرهابية التي قامت بإدارة السودان منذ الاستقلال الكاذب , كانت وما تزال تمارس وتقوم بتطبيق سياسة الفوضى والاختلال , والاضطراب ,والزَعْزَعَة , والضَوْضَاء المجتمعية في المناطق والأقاليم الطرفية,  يعملون من اجل فقْدان التَّوازُن , وإشعال الفِتْنَة. إنها سياسة الأنظمة الإرهابية والتي تقوم على أسس لا نظام , لا تَنْظِيم , بل , مَرْج , نِزَاع , هَرْج, وهذا ما يطلق علية سياسة الفوضى الخلاقة , وذلك من خلال إثارة الفتن والحروب ونشر خطابات الكراهية , وصناعة الجوع والطوائف الدينة الوهمية وبث الخوف والارتياع , والتَوَجُّس , والذعر والرهبة والفزع والفشل والهلع والهول والوجل والرعب بين الشعوب المستهدفة. في خلال هذا المقال سوف نتطرق إلى مجموعة من أنواع الفوضى الخلاقة والتي كانت وما تزال تمارس ضد الشعوب المستهدفة في المناطق والأقاليم الطرفية.

مجموعة عرقية متخمة غير منتجة - المليون الذهبي ونظرية المؤامرة القذرة:

إن النظرية القذرة تقوم على أساس أن أقلية متخمة غير منتجة يترفهون على حساب السواد الأعظم من هذا الشعب السوداني, يسرقون ويأكلون ويلههم الأمل ولا يعلمون. نسعى من أجل إفشال خطة الميون ذهبي في السودان, سوف نقوم بنشر الوثائق لفضح الجبناء. لا بد من وضع حد للخطة القذرة والمتعلقة بالتحكم في السودان من الناحية الاقتصادية والسياسية ووأد الدولة العميقة. إن الأقلية المتخمة يسقون الأغلبية الموت ببطء كل يوم, وذلك من خلال الحروب المفتعلة وحرب الفيروسات والمخدرات والعطش والجوع وهو ما نسميه بالحرب البيولوجية من قبل الأقلية المتخمة ضد الأكثرية أو السواد الأعظم من هذا الشعب السوداني.

إنّ العقول القذر, كانت وما تزال تعمل باستراتيجية خبيثة وخديعة ماكرة وغدر وغش مع القضايا الدولية والمحلية, حيث الاستعانة بنظرية الفوضى الخلاقة[1] وبعناية فائقة من قبل النخب الفاسدة وصناع القرار في السودان, وذلك من اجل نشر الدجل والتمويه والتضليل والإخفاء والتدليس والتلفيق والمراوغة وتغبيش الرأي العام من خلال السيطرة على جميع أجهزة الإعلام المختلفة.

إن جميع الأجهزة الأمنية والذي يضم الأمن الشعبي وهيئة العمليات والأمن الإيجابي, الخارجية السودانية , السلطة القضائية ووزارة الشئون الإنسانية وغير ذلك من مؤسسات بحثية وغيرها, كانت تقوم بجمع المعلومات بكل ما يتعلق بالشعوب والكيانات المستهدفة في المناطق والأقاليم الطرفية, وذلك فيما يتعلق بالخلافات المحلية بين القبائل وأطرافها ورموزها وأسبابها وحجمها وكيفية وعمل تحليلات وقراءة تركيبة الكيانات الاجتماعية والاستفادة منها على المدى الطويل والقريب على حد سواء. فلقد رأينا الفوضى الخلاقة في جنوب كردفان والنيل الأزرق وإقليم دارفور.

إنّ الأنظمة السياسيّة الإرهابية كانت تتعمد سياسة إحداث فجوات وفراغات لزعزعة استقرار وتماسك المجتمع المستهدف, وذلك بهدف إجراء تغيرات سياسية واقتصادية , وجعل الشعوب المستهدفة في حالة جمود فكرى مستمر بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون, وذلك من أجل الحفاظ على مصالح الذين يديرون السودان وأسرهم العرقية. ومن الجدير بالذكر ان الأنظمة الإرهابية كانت تعتمد على أليات كثيرة بهدف الهيمنة, ومن ضمن تلكم الأليات يمكن ان نذكر بعضا منها, وذلك على هذا النحو:

Ø     أولا: تقوم الأنظمة الإرهابية بدراسة النسيج الاجتماعي للكيانات المستهدفة ومن جميع النواحي الدينية منعا والعرقية والإثنية وفحص وتحيل التباين والفروقات والتوازنات المختلفة والعمل على استغلال أي خلاف أو مشكلة قائمة بين الثقوب القومية والكيانات الاجتماعية والعمل على تضخيمها تضخيما يؤدى الى التوتر والصراع، والقتل، وزراعة الأحقاد، والانتقام.

Ø     ثانيا: أيضا من الأليات القذرة التي تستخدمها جماعة الجبهة الإسلامية في السودان هو الاغتيالات الجماعية بين الجماعات الإسلامية المختلفة في الأيدلوجيا الدينية , حتى يصل حدّة الخلاف إلى استخدام العنف ومهاجمة الخصم في أماكن العبادة وهم يؤدون صلاة التراويح في شهر رمضان, والمثال على ذلك: مذبحة الجرافة في العام 2000م, على أعضاء جماعة أنصار السنة في المسجد في منطقة الجرافة[2]، وهي قرية في ضواحي أم درمان، وذلك في يوم 8 ديسمبر 2000م حيث كان المسلح الوحيد عباس الباقر عباس, وهو عضو في جماعة التكفير و الهجرة[3]، حيث أطلق النار من سلاح ناري وبندقية هجومية أثناء صلاة العشاء، وقتل 22 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 30 آخرين قبل أن يقتل برصاص الشرطة التي خلقت الفوضى وقامت بإخماد الفوضى. هل تسأل الناس من الذي حرض الإرهابي عباس الباقر ومن الذي أعطاه السلاح ومن الذي قتله بعد ان قام بتأدية مهامه بنجاح منقطع النظير؟ وماذا استفادت الأجهزة الأمنية بعد ذلك من هذا الحادث؟ قامت بقتل من أرادت ان تقتله وبصورة مشروعة. ومن الجدير بالذكر أن الأجهزة الأمنية القذرة , كانت تهدف إلى زراعة الخوف بين فئات الشعب السوداني وذلك من خلال العمليات الإرهابية وذلك مثل إثارة الفتن والتحريض على العنف.

1.        أيضا يمكن إضافة العملية الإرهابية والتي وقعت في 4 فبراير 1994م، وذلك عندما هاجم ثلاثة أشخاص وهم: محمد عبد الله الخليفي، وهو إسلامي ليبي، إلى جانب سودانيين اثنين، مسجداً لأنصار السنة المحمدية في منطقة الثورة بأمدرمان ببنادق هجومية، مما أسفر عن مقتل 19 شخصاً وإصابة 15. حكم عليه لاحقًا بالإعدام , حيث تم التخلص منه عبر الأجهزة السياسية الإرهابية التي خلقته وصنعته في 19 سبتمبر 1994م.

2.        أيضا يمكن انه نذكر انه في 1 يناير 1996م، قتل ثمانية أشخاص وضابط شرطة في قتال بين أعضاء المجموعة والشرطة في منطقة كامبو , وذلك عندما حاول الأول إجبار القرويين على التحول,  وأسفر الهجوم على نفس المسجد في الجرافة عام 1996م عن مقتل 12 شخصا.

3.        في 1 نوفمبر 1997م، هاجم اثنان من جماعة التكفير والهجرة أشخاصًا كانوا يغادرون مسجدًا في أركويت بالسكاكين، مما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة عشرة آخري. هل يعلم الشعب السوداني من الذي كان يقف وراء كل تلكم الأحداث المأساوية؟ إنها الأجهزة السياسية والأمنية والإرهابية القذرة.

بالإضافة الى ذلك فإن الأجهزة الأمنية الإرهابية , تقوم بعمليات التصفية النوعية بين الطلاب والقيادات الوطنية في الأقاليم والمناطق الطرفية, فضلا عن تقديم الرشاوى   للمتنفذين في الكيانات الشعبية والأجهزة الحاكمة خاصة الإعلام وإزاحة المعرضين بالقتل سواء كان قتلا حقيقيا أو معنويا والهدف الأساسي من كل ذلك هو إضعاف الخصم وتمكين نفسه من الهيمنة والتفرغ لنهب الموارد واحتلال الأسواق.

Ø     ثالثا: الفساد التنموي ضد الشعوب المستهدفة , حيث إن هذه السياسة ساهمت بشكل خطير على قدرة الأفراد والجماعات على الإنتاج, حيث الاعتماد على الموارد المستوردة وذلك من خلال استخدام موارد الشعوب المستهدفة, مثل المعادن، والثروة الحيوانية، والغابية، والزراعية.  وفى إطار هذه السياسية القذرة يتم خلق رجال أعمال مزيفين لتسهل علميات الإقراض من القطاع الوطني والدولي على حد سواء ومن ثم يتم تحويل تلكم الأموال الى القطاع الأسرى او القطاع الخاص, وهذا بالطبع يؤثر سلبا على ملايين فرص العمل وتلاشى قيمة الإنتاج لصالح الأسر العرقية الصفيرة والمنحدرة من شمال السودان.

Ø     إن الأجهزة الإرهابية القذرة في السودان تعمل على فتق النسيج الاجتماعي وتفتيت الكيانات الاجتماعية عن طريق الحروب الداخلية المصطنعة وخلق الأعداء الوهميين , مستغلة بذلك الأمراض الخبيثة التي يعاني منها تلكم المجتمعات, خاصة في إقليم دارفور والتي تم خلقها عن طريق الأنظمة السياسية الإرهابية والتي تعاقبت على حكم السودان منذ العام 1956م. كما أن عناصر هيئة العمليات والأمن الشعبي تقومان باختراق الحياة الثقافية وذلك من خلال دعم بعض المثقفين والفنانين والإعلاميين وإحداث فوضى ثقافية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. إن الأجهزة الأمنية القذرة تقوم على خلخلة حالة الجمود والتصلب المنبوذ في المجتمعات والشعوب المستهدفة وإحداث او التسبب في حالة الفوضى وإدارة وتوجيه الفوضى , ومن ثم تقوم نفس الأجهزة باستخدام قواتها المسلحة لإخماد الفوضى التي قامت بخلقها وخلق كيان اجتماعي جديد يخلق مصالحها الذاتية, وبمعنى اخر ان الأنظمة الإرهابية تقوم بخلق التمرد حتى يتسنى لها قتل الشعوب غير المرغوب فيها في المناطق والأقاليم الطرفية.

الكرتى

محامي 2022م



[1] تاريخ ظهور مصطلح الفوضى الخلاقة في العالم: يعتقد كثير من المؤرخون ان سياسة الفوضى الخلاقة ظهرت في العام 1902م, وكأن اول من صاغها هو الأمريكي تاير ماهان - Alfred Thayer Mahan، ليتوسع فيما بعدها مايكل ليدين - Michael Ledeen ويسميها الفوضى البنَّاءة أو التدمير البناء وذلك بعد أحداث سبتمبر بعامين في 2003 ، وهذا يعني الهدم، ومن ثم البناء، ويعني هذا إشاعة الفوضى، وتدمير كل ما هو قائم، ومن ثم إعادة البناء حسب، المخطط الذي يخدم مصالح القوى المتنفذة، وقد يكون أكثر المفكرين الذين تحدثوا عن هذا الأمر هو الأمريكي اليميني صامويل هنتنجتون - Samuel P. Huntington صاحب نظرية صراع الحضارات. وقد تلقفت مراكز البحوث والدراسات نظرية الفوضى الخلاقة، وأشبعتها بحثاً ودراسةً، والنظرية تعني باختصار أنَّه عندما يصل المجتمع إلى أقصى درجات الفوضى المتمثلة في العنف الهائل وإراقة الدماء، وإشاعة أكبر قدر ممكن من الخوف لدى الجماهير، فإنَّه يُصبح من الممكن بناؤه من جديد بهوية جديدة تخدم مصالح الجميع.

[2] متى وكيف إطلاق الرصاص على المصلين: أثناء صلاة العشاء، وفي حوالي الساعة 9:00 مساءً، بدأ عباس الباقر عباس، الذي يبلغ من العمر 33 عاماً، باستخدام بندقية كلاشينكوف، بإطلاق النار من خلال نافذة على الناس في مسجد السنة المحمدية في الجرافة، مما أسفر عن مقتل 20 مصلي. ووفقا للشهود، فقد تجنب قسم النساء في المسجد وطمأن النساء الفارات بأنه لن يطلق النار إلا على الذكور. وعندما رفض الاستسلام لوحدات الشرطة المستجيبة، قُتل عباس بعد تبادل لإطلاق النار لفترة وجيزة مع الضباط. أصيب 33 في الهجوم، بينهم ضابط شرطة. وتوفي اثنان على الأقل من المصابين متأثرين بجراحه.

[3] التكفير والهجرة هي جماعة إسلامية متطرفة، نشأت في مصر، ولها تاريخ من الاختلافات مع داعية الاسلام أنصار السنة. وبينما يعتقد الأول أن الشريعة يجب أن تنفذ بالقوة، فإن الأخيرة لا تفعل ذلك. وقد أدى هذا الصراع إلى حوادث مماثلة في السابق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حسن البرهان، شقيق عبد الفتاح البرهان، جمع ثروة طائلة تقدر بأكثر من 93 مليون دولار أمريكي

أثار البيان الأخير الصادر عن "الأمانة العامة للحركة الإسلامية السودانية"، والذي يدعو إلى "الجهاد نصرةً للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، استغراب المراقبين، وطرح تساؤلات جدية حول تورط عبد الفتاح البرهان وتحالفاته مع طهران.

يدين مركز الحقيقة والمعرفة وعلى رأسه الكاتب الكرتى بأشد العبارات البيان الصادر عن ما تُسمى الحركة الإسلامية السودانية والذي يدعو إلى "الجهاد" نصرةً للنظام الإيراني المارق، بذريعة الدفاع عن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" في وجه ما وصفوه بالعدوان الصهيوني.