إلى مجتمعات دارفور وكردفان: تحذير من الانخراط في جيوش الميليشيات إلى كافة المجتمعات في إقليم دارفور وكردفان، عربية وغير عربية،

 


بيان رسمي من مركز الحقيقة والمعرفة الكرتي ناشط حقوقي

إلى مجتمعات دارفور وكردفان: تحذير من الانخراط في جيوش الميليشيات

إلى كافة المجتمعات في إقليم دارفور وكردفان، عربية وغير عربية،

نكتب إليكم اليوم من منطلق مسؤوليتنا الأخلاقية والإنسانية، ومن حرصنا العميق على سلامة أبنائنا وبناتنا، وعلى استمرار النسيج الاجتماعي الذي يتعرض لهدم كامل بفعل الانخراط في قوات الجنجويد وأذرعها السياسية التي تحولت إلى مافيات الموت والفوضى.

لقد شهدت دارفور وكردفان خلال السنوات الماضية مآسي لا توصف:

  • جحافل الأرامل اللواتي فقدن أزواجهن في صراعات لا تخدم إلا مصالح ضيقة.

  • آلاف الأيتام المحرومين من دفء الأسرة ورعاية الآباء.

  • الثكالى اللواتي يذرفن دموع الفقد يومياً بسبب الانتماء إلى جماعات مسلحة لا تراعي حرمة الدم ولا قدسية الحياة.

إن استمرار الانخراط في هذه القوات لا يعني سوى المزيد من الموت والدمار، والمزيد من التمزق الاجتماعي، والمزيد من فقدان الأمان لمجتمعاتنا.


 تحذير من الكارثة الاجتماعية

إن فقدان الرجال في الحروب يترك آثاراً مدمرة على البنية الاجتماعية للمجتمعات، بما في ذلك:

  1. انهيار الأسرة والمجتمع: غياب الرجال يؤدي إلى تحميل النساء والأطفال مسؤوليات تفوق طاقتهم، وتحويل مجتمعات كاملة إلى هياكل هشّة.

  2. انفجار أعداد الأرامل واليتامى: مجتمعات كاملة تغرق في أزمات إنسانية بسبب غياب الدعم النفسي والمادي.

  3. خلل ديموغرافي قاتل: نقص الرجال يخلق فجوة عمرية وجندرية خطيرة، ويهدم توازن المجتمعات.

  4. تراجع الإنتاج الاقتصادي: الرجال غالباً يمثلون القوة العاملة الأساسية في الزراعة والرعي والصناعات المحلية، وفقدهم يؤدي إلى انهيار الاقتصادات المحلية.

  5. انتشار الفقر والجوع: بسبب فقد المعيلين، ويزداد اعتماد الأسر على المساعدات.

  6. انحدار التعليم: الأطفال الأيتام يضطرون لمغادرة المدارس للعمل لإعالة أسرهم.

  7. تصاعد العنف الاجتماعي: غياب الرجال يترك الفراغ مفتوحاً لتفشي الجريمة والنزاعات الداخلية.


 أمثلة واقعية على الدمار الاجتماعي

  • في دارفور وكردفان، أدت الحروب الأخيرة إلى فقدان آلاف الشباب والرجال، وتحولت القرى والبوادي إلى مجتمعات تغلب عليها النساء والأطفال، مع انتشار الأرامل واليتامى بشكل واسع.

  • التاريخ العالمي يقدم دروساً مشابهة:

    • بعد الحروب العالمية الأولى والثانية، فقدت أوروبا ملايين الرجال، واضطرت النساء لتولي العمل والبناء، وتغيرت البنية الاجتماعية جذرياً.

    • بعد الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، فقد المجتمع الذكور بكثرة، واضطرت النساء لقيادة الأسر والمجتمعات، وظهرت فجوات اجتماعية هائلة.


دعوتنا

ندعو جميع القبائل والمجتمعات، عربية وأفريقية، إلى رفض الانخراط في جيوش كلا الطرفين المتحاربين في السودان، لأن أي انخراط يعني:

  • فقدان الرجال وتحويل المجتمع إلى هيكل هشّ،

  • تدمير مستقبل الأبناء،

  • تمزيق القيم المجتمعية والتعايش السلمي.

ندعو إلى:

  • العودة إلى مؤسسات المجتمع المدني والعمل على التعليم والصحة والتنمية.

  • تعزيز قيم التعايش والتعاون بين المكونات الاجتماعية بعيداً عن مشاريع الفوضى.

  • الالتزام بالشرعية الوطنية والعمل على بناء السلام بدلاً من الانخراط في العنف.


 مسؤولية جماعية

  • على شيوخ القبائل وزعماء المجتمعات قيادة الأبناء نحو السلام.

  • على الشباب رفض الانخراط في المليشيات وتوجيه طاقتهم للبناء والإعمار.

  • على النساء أن يكنّ صوتاً قوياً في رفض الحرب، والمطالبة بحماية أسرهن من دوامة الدم والمعاناة.

دارفور وكردفان أرض التنوع والكرامة والتعايش، ولن نسمح بتحويلها إلى ساحة لمشاريع الموت والخراب. مستقبلنا لن يكون مع الجنجويد ولا الميليشيات، بل مع حماية مجتمعاتنا وبناء حياة كريمة لأبنائنا وأحفادنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أدلة على القتل الجماعي والتخلص من الجثث في مقبرة جماعية قرب مستشفى الأطفال السابق في الفاشر

حسن البرهان، شقيق عبد الفتاح البرهان، جمع ثروة طائلة تقدر بأكثر من 93 مليون دولار أمريكي

تقارير دولية وأبحاث مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، وبوضوح من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية : الجنجويد والحكومة التأسيسية ينقلان جثث الضحايا إلى الصحارى لطمس الأدلة