فظائع غير مسبوقة، وجرائم جماعية مروّعة ترتكبها قوات الدعم السريع في الفاشر وبارة وكافة مناطق دارفور وكردفان، في ظلّ صمت عالمي
بيان مركز الحقيقة والمعرفة للعدالة والحُكم الرشيد بشأن تفاقم الفظائع والانتهاكات الجسيمة في السودان ودعمه الكامل لبيان مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان
جنيف – الخرطوم – بورتسودان
مركز الحقيقة والمعرفة للعدالة والحكم الرشيد
بيان صحفي رسمي
يعرب مركز الحقيقة والمعرفة للعدالة والحُكم الرشيد عن دعمه الكامل واللامشروط للبيان الصادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، والذي كشف بوضوح فظائع غير مسبوقة، وجرائم جماعية مروّعة ترتكبها قوات الدعم السريع في الفاشر وبارة وكافة مناطق دارفور وكردفان، في ظلّ صمت عالمي يرقى إلى مستوى التواطؤ والتقاعس عن حماية المدنيين.
إنّ ما يجري اليوم في السودان — كما وصفته الأمم المتحدة — ليس نزاعاً مسلحاً عادياً، بل جريمة تاريخية كاملة الأركان، تُرتكب في وضح النهار، وتُنقل آثارها إلى العالم عبر صور الفضاء التي توثّق الدم المراق على الأرض.
لقد حذّرت المفوضية السامية مراراً من حصار الفاشر وتجويع سكانها، ومن خطر السقوط الوشيك للمدينة، ومن احتمال وقوع مجازر عرقية واسعة النطاق. وكل تلك التحذيرات كانت واضحة ومباشرة، لكنها قوبلت بصمت دولي رهيب أدى إلى ما وصفته المفوضية بأنه:
"انهيار كامل للحماية، وارتكاب إعدامات جماعية، واستهداف عرقي، وجرائم جنسية ممنهجة تُستخدم كسلاح للتعذيب والإذلال، وعمليات خطف واسعة النطاق، وانتهاكات مروّعة بلا رادع."
اليوم، وبعد سقوط الفاشر وبارة، تؤكد الأمم المتحدة أنّ:
-
عمليات قتل جماعي تُنفذ على أساس الهوية العرقية.
-
اغتصابات جماعية تُرتكب مع عبارات إذلال عنصري.
-
إعدامات ميدانية لرجال عزّل تُصوّر وتُنشر.
-
دفن ضحايا في مقابر جماعية.
-
حصار وتجويع ممنهج يرقى إلى جريمة استخدام المجاعة كسلاح.
-
اعتقال مئات المدنيين تعسفياً.
-
هجمات على المستشفيات والمساعدين الإنسانيين.
هذه الوقائع — كما تؤكد المفوضية — تشكّل جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وقد ترقى إلى الإبادة الجماعية وفق القانون الدولي.
موقف مركز الحقيقة والمعرفة للعدالة والحكم الرشيد
يؤكد المركز:
أولاً:
أنّ ما يجري في الفاشر ودارفور وكردفان هو نمط ممنهج لجرائم واسعة النطاق تتبع سلسلة متصلة منذ 2003 وحتى اليوم، وإنّ:
قوات الدعم السريع وذراعها السياسي (سلطة "تأسيس") تمارس أفعالاً إرهابية منظمة، وتستخدم العنف والإبادة الجماعية كأداة حكم وسيطرة.
ثانياً:
يدعم المركز بالكامل موقف المفوض السامي الذي دعا إلى:
-
حماية المدنيين فوراً وبلا شروط.
-
ضمان ممرات آمنة للخارجين من مناطق الحصار.
-
وقف تزويد الدعم السريع بالسلاح والمال عبر أي وسيط.
-
مساءلة القادة السياسيين والعسكريين للدعم السريع داخلياً ودولياً.
-
إحالة الوضع في السودان إلى المحكمة الجنائية الدولية فوراً.
-
فرض حظر سلاح فعّال وشامل على جميع أطراف النزاع.
ثالثاً:
يحذّر المركز من أنّ كردفان تقف الآن على عتبة المصير نفسه الذي حدث في دارفور، وخاصة:
بابنوسة، التي تشهد انهياراً قبلياً ومواجهات مسيرية داخلية، تتزامن مع تطويق ميداني من الدعم السريع يُنذر بتكرار مذبحة الفاشر بالحجم نفسه — وربما أشد.
رابعاً:
يدعو المركز المجتمع الدولي إلى:
-
كسر الصمت القاتل.
-
التحرك العاجل قبل وقوع فظائع جديدة.
-
إقرار العقوبات وتجميد أصول قادة الدعم السريع، ومحاسبة داعميهم الإقليميين والدوليين.
-
الاعتراف بهذه الجرائم كجرائم إرهاب دولي وإبادة جماعية.
نداء عاجل إلى العالم
إنّ التاريخ يُكتب الآن.
وكلّ دقيقة صمت تُساوي حياة تُزهق في الفاشر وبارة وكادوقلي وبابنوسة.
السكوت لم يعد خياراً. الصمت جريمة.
مركز الحقيقة والمعرفة للعدالة والحكم الرشيد يقف بصوت كل الضحايا، ويعلن:
نحن لن نصمت.
سنوثّق.
سنشهد.
وسنطالب بالعدالة حتى النهاية.
.jpeg)
تعليقات
إرسال تعليق