الوضع الإنساني الكارثي للأسر النازحة من مدينة الفاشر - دارفور: الكرتي – ناشط حقوقي

 


الكرتي – ناشط حقوقي

مركز الْحَقِيقَة وَالمَعْرِفَة لِلِعَدَالَة والحُكمْ الرَشِيدْ

(Alkrty – Human Rights Activist)
(The Truth and Knowledge Center for Justice and Good Governance)


الوضع الإنساني الكارثي للأسر النازحة من مدينة الفاشر - دارفور

11 نوفمبر 2025

يشهد إقليم دارفور في السودان كارثة إنسانية متفاقمة مع تدهور الأوضاع المعيشية لعشرات الآلاف من الأسر التي فرت من مدينة الفاشر بعد موجات العنف الأخيرة.
وقد حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) من أن آلاف الأسر النازحة تواجه ظروفًا بالغة القسوة في محليات طويلة والمناطق المجاورة، حيث يعيش السكان دون طعام كافٍ، أو مياه نظيفة، أو مأوى، أو رعاية طبية.

1. أوضاع مأساوية في مخيمات النزوح

تعمل المنظمات الإنسانية بالتعاون مع شركائها المحليين على إنشاء مخيمات جديدة للنازحين لاستيعاب الوافدين الجدد من الفاشر، لينضموا إلى أكثر من 650 ألف نازح سبق أن لجؤوا إلى طويلة.
وفي مخيم طويلة العمْدة للنزوح وحده، هناك أكثر من 3,000 شخص من الوافدين الجدد بحاجة عاجلة إلى المأوى والمواد الأساسية مثل الأغطية البلاستيكية، والحصير، والبطانيات مع انخفاض درجات الحرارة.

يُجبر العديد من هؤلاء، بمن فيهم الجرحى والأشخاص ذوو الإعاقة والأطفال غير المصحوبين بذويهم، على النوم في العراء دون حماية أو مرافق صحية.
وتسود ظروف مماثلة في مخيمات ضبا النيرة وأم جنقور، حيث يفتقر أكثر من 6,500 نازح إلى المأوى والمستلزمات الضرورية بعد فرارهم من هجمات الفاشر.

2. زيارات إنسانية ميدانية وتقييم الاحتياجات

زار وفد مشترك برئاسة أنطوان جيرار، نائب منسق الشؤون الإنسانية في السودان، منطقة طويلة لتقييم الأوضاع والتشاور مع السكان المتضررين.
وفي الوقت ذاته، أبلغت المنظمات الشريكة عن وصول مئات الأسر النازحة سيرًا على الأقدام إلى منطقة الدبة بولاية الشمالية بعد أيام من السير في ظروف قاسية.
ويعيش ما يقرب من 2,800 شخص الآن في مواقع مكتظة تفتقر إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية، وقد فقد كثيرون منهم أفراد أسرهم خلال الرحلة.

3. احتياجات عاجلة ومتزايدة

مع تزايد أعداد الوافدين يومًا بعد يوم، تتصاعد الحاجة العاجلة إلى الغذاء والرعاية الطبية والدعم النفسي والمأوى والملابس الدافئة، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة.
وتعمل الأمم المتحدة وشركاؤها على تعبئة إمدادات طارئة إضافية، إلا أن المخزونات المتاحة محدودة للغاية.

4. امتداد الأزمة إلى كردفان

في الوقت نفسه، يستمر القتال في ولاية غرب كردفان مع وقوع ضحايا مدنيين نتيجة الاشتباكات الأخيرة.
وقد وصلت عشرات الأسر النازحة من محلية العضاية إلى مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان بعد فرارها من الهجمات بالقرب من النهود خلال الأسبوعين الماضيين.
ويواجه الوافدون الإرهاق والجوع بعد أيام من السير على الأقدام، حيث يقيم نحو 250 نازحًا في أربعة مراكز مؤقتة ذات خدمات محدودة.
أنشأت السلطات المحلية والمنظمات مطابخ جماعية لتوفير الطعام، لكن المخزون الغذائي آخذ في النفاد.

ومع اقتراب فصل الشتاء، تحتاج الأسر النازحة بشكل عاجل إلى بطانيات، وشِباك ناموس، وملابس دافئة، ورعاية طبية للأطفال وكبار السن والمرضى بالأمراض المزمنة.

5. نداء عاجل للمجتمع الدولي

يؤكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الدعم الإضافي العاجل بات ضرورة ملحّة لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في دارفور وكردفان.
ويُذكر أن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 للسودان لم يُموّل منها سوى 28% فقط، إذ لم يُجمع سوى 1.17 مليار دولار من أصل 4.16 مليار دولار مطلوبة.

إن هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل هي صرخة استغاثة من بشر يُتركون لمصيرهم وسط الموت والجوع والبرد.
وعليه، فإننا في مركز الحقيقة والمعرفة للعدالة والحكم الرشيد نُناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والإغاثية أن يتحركوا فورًا وبشجاعة لإنقاذ ما تبقى من المدنيين في دارفور وكردفان، قبل أن تتحول الكارثة إلى مأساة إنسانية أبدية.


الكرتي – ناشط حقوقي
مركز الْحَقِيقَة وَالمَعْرِفَة لِلِعَدَالَة والحُكمْ الرَشِيدْ
Alkrty – Human Rights Activist
The Truth and Knowledge Center for Justice and Good Governance
الخرطوم / جنيف – 11 نوفمبر 2025

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أدلة على القتل الجماعي والتخلص من الجثث في مقبرة جماعية قرب مستشفى الأطفال السابق في الفاشر

حسن البرهان، شقيق عبد الفتاح البرهان، جمع ثروة طائلة تقدر بأكثر من 93 مليون دولار أمريكي

تقارير دولية وأبحاث مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، وبوضوح من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية : الجنجويد والحكومة التأسيسية ينقلان جثث الضحايا إلى الصحارى لطمس الأدلة