المدنيون المرعوبون محاصرين داخل مدينة الفاشر، يُمنعون من المغادرة ويعيشون في خوف دائم من الموت في أي لحظة: بيان من الكرتي
بيان من الكرتي - ناشط في مجال حقوق الإنسان
وفي الوقت نفسه، أُصدر تحذيراً صارخاً ومؤلماً بشأن ما يجري في كردفان. فمنذ سقوط الفاشر، تتصاعد الخسائر البشرية المروعة، والدمار الشامل، والنزوح الجماعي الذي شتّت مئات الآلاف من الأسر. ولا تظهر أي مؤشرات على تهدئة التصعيد. بل على العكس تماماً، تشير التطورات الميدانية إلى استعدادات واضحة لموجة جديدة من العنف الدموي، بكل ما تحمله من معاناة لأهل كردفان الذين طالما دفعوا ثمناً باهظاً للحروب والصراعات.
إنّ العنف الكارثي الذي اجتاح الفاشر يضع المجتمع الدولي والدول ذات النفوذ أمام مسؤولية تاريخية. أُحذّر هذه الدول بأنه ما لم تتحرك بسرعة وبحزم، فإن المزيد من المجازر والفظائع قادم لا محالة. إنّ حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن الدولي واضح وصريح: يجب أن يتوقف فوراً أي شكل من أشكال الدعم العسكري للأطراف التي ترتكب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين.
أشارك المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك مخاوفه العميقة من أن مليشيات الجنجويد وحلفاءها قد ارتكبوا ولا يزالون يرتكبون جرائم فظيعة في دارفور وكردفان وأقاليم سودانية أخرى، وهي أفعال قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية أو حتى إبادة جماعية.
لذلك، أناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمنظمات الإنسانية أن يتحركوا فوراً وبشجاعة، لوقف نزيف الدم، ولحماية من تبقى من المدنيين العزّل، وضمان محاسبة الجناة الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء.
إنّ شعب السودان ينزف منذ عقود، وقد بلغ الألم مداه، وآن الأوان لأن يتوقف هذا الكابوس. إنّ السكوت جريمة، والصمت تواطؤ، والتأخير خيانة لضمير الإنسانية.
فلينهض العالم اليوم قبل أن تُطفأ آخر شموع الحياة في دارفور وكردفان.
.webp)
تعليقات
إرسال تعليق