المدنيون المرعوبون محاصرين داخل مدينة الفاشر، يُمنعون من المغادرة ويعيشون في خوف دائم من الموت في أي لحظة: بيان من الكرتي

 


بيان من الكرتي - ناشط في مجال حقوق الإنسان

لا يزال المدنيون المرعوبون محاصرين داخل مدينة الفاشر، يُمنعون من المغادرة ويعيشون في خوف دائم من الموت في أي لحظة. إنّ الفظائع الوحشية، من الإعدامات الميدانية والاغتصاب والعنف القائم على الهوية العرقية، ما تزال تُرتكب داخل المدينة، في ظلّ صمتٍ دوليٍّ مخزٍ.
أما أولئك الذين تمكنوا من الفرار، فالعنف لم يفارقهم؛ إذ تحولت طرق الخروج نفسها إلى ممرات موت ووحشية لا يمكن تصورها، حيث يتعرض المدنيون هناك لأبشع أنواع القتل والإذلال.

وفي الوقت نفسه، أُصدر تحذيراً صارخاً ومؤلماً بشأن ما يجري في كردفان. فمنذ سقوط الفاشر، تتصاعد الخسائر البشرية المروعة، والدمار الشامل، والنزوح الجماعي الذي شتّت مئات الآلاف من الأسر. ولا تظهر أي مؤشرات على تهدئة التصعيد. بل على العكس تماماً، تشير التطورات الميدانية إلى استعدادات واضحة لموجة جديدة من العنف الدموي، بكل ما تحمله من معاناة لأهل كردفان الذين طالما دفعوا ثمناً باهظاً للحروب والصراعات.

إنّ العنف الكارثي الذي اجتاح الفاشر يضع المجتمع الدولي والدول ذات النفوذ أمام مسؤولية تاريخية. أُحذّر هذه الدول بأنه ما لم تتحرك بسرعة وبحزم، فإن المزيد من المجازر والفظائع قادم لا محالة. إنّ حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن الدولي واضح وصريح: يجب أن يتوقف فوراً أي شكل من أشكال الدعم العسكري للأطراف التي ترتكب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين.

أشارك المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك مخاوفه العميقة من أن مليشيات الجنجويد وحلفاءها قد ارتكبوا ولا يزالون يرتكبون جرائم فظيعة في دارفور وكردفان وأقاليم سودانية أخرى، وهي أفعال قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية أو حتى إبادة جماعية.

لذلك، أناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمنظمات الإنسانية أن يتحركوا فوراً وبشجاعة، لوقف نزيف الدم، ولحماية من تبقى من المدنيين العزّل، وضمان محاسبة الجناة الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء.

إنّ شعب السودان ينزف منذ عقود، وقد بلغ الألم مداه، وآن الأوان لأن يتوقف هذا الكابوس. إنّ السكوت جريمة، والصمت تواطؤ، والتأخير خيانة لضمير الإنسانية.

فلينهض العالم اليوم قبل أن تُطفأ آخر شموع الحياة في دارفور وكردفان.

 الكرتي، ناشط حقوقي
8 نوفمبر 2025

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أدلة على القتل الجماعي والتخلص من الجثث في مقبرة جماعية قرب مستشفى الأطفال السابق في الفاشر

حسن البرهان، شقيق عبد الفتاح البرهان، جمع ثروة طائلة تقدر بأكثر من 93 مليون دولار أمريكي

تقارير دولية وأبحاث مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، وبوضوح من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية : الجنجويد والحكومة التأسيسية ينقلان جثث الضحايا إلى الصحارى لطمس الأدلة