البَحث عن الحقيقة والمعرفة عن الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان , فضلا عن الإهتمام بالمواضيع الأتية وذلك فى إطار القارة الأفريقية.
مكافحة ثقافة الإفلات من العقاب- النضال من أجل التحرر من سياسية الوعى الفقير والمريض - الحيّز المدنى والديمقراطية Civic space & democracy - التنمية والعيش بكرامة Development & living in dignity - المساواة وعدم التمييز Equality & non-discrimination - العدل وسيادة القانون Justice & the rule of law- السلام والأمنPeace & security - ومواضيع أخرى كثيرة.
تشهد مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور واحدة من أفظع موجات العنف الجماعي منذ اندلاع الحرب الأهلية السودانية: المذابح والجرائم الجماعية في مدينة الفاشر
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
-
بيان حول المذابح والجرائم الجماعية في مدينة الفاشر – السودان
إعداد: (الكرتي)
استنادًا إلى تقارير منشورة في صحيفة “الجارديان” البريطانية بتاريخ 29–30 أكتوبر 2025 ومصادر دولية موثوقة.
المذابح العرقية والجرائم ضد الإنسانية في الفاشر
تشهد مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور واحدة من أفظع موجات العنف الجماعي منذ اندلاع الحرب الأهلية السودانية في أبريل 2023.
ووفقًا لتقرير الجارديان (كارلوس مورييثي، نيروبي، 29 أكتوبر 2025)، فإن قوات الدعم السريع – وهي ميليشيا تطورت من الجنجويد – نفذت إعدامات جماعية بحق أكثر من 2000 مدني أعزل بعد سيطرتها على المدينة من القوات المسلحة السودانية.
وتُظهر مقاطع فيديو نشرها ناشطون محليون – كما أوردت الصحيفة – عناصر من الدعم السريع يطلقون النار على مدنيين من مسافات قريبة، فيما تتناثر الجثث بجانب سيارات محترقة.
صور الأقمار الصناعية التي حللتها مختبرات جامعة ييل للأبحاث الإنسانية (Yale HRL) كشفت أدلة تتفق مع عمليات قتل جماعي وتطهير عرقي تستهدف مجتمعات الفور والزغاوة والبرتي من غير العرب.
ووصف مدير المختبر، ناثانيال ريموند، ما يحدث بأنه “عملية تطهير عرقي منهجية ومتعمدة”، مؤكدًا أن حجم الجرائم في الفاشر يشبه الساعات الأولى من إبادة رواندا، محذرًا من أن ما يحدث هو “بداية موجة جديدة من الإبادة”.
الجرائم داخل المستشفيات والمناطق المدنية
كشفت الجارديان (راشيل سافيدج، 30 أكتوبر 2025) أن قوات الدعم السريع قتلت أكثر من 460 مريضًا وموظفًا داخل مستشفى الولادة السعودي في الفاشر.
وأدانت كل من منظمة الصحة العالمية (WHO) وشبكة أطباء السودان هذه الجريمة، ووصفتها بأنها إعدامات بدم بارد لمدنيين عُزّل.
تحليل صور الأقمار الصناعية بين 27 و28 أكتوبر أظهر أجسامًا بيضاء بأحجام بشرية وتلونًا أحمر في الأرض بالقرب من المستشفى، مما يشير إلى وجود مقابر جماعية وبرك دماء.
كما تم توثيق إعدامات جماعية في مراكز احتجاز تابعة للدعم السريع وعلى طول التحصينات الترابية الشرقية للمدينة التي استُخدمت كمناطق قتل.
شهود عيان تحدثوا إلى وكالة أسوشيتد برس أكدوا أن عناصر الدعم السريع داهموا البيوت واحدًا تلو الآخر، وأطلقوا النار على الرجال والنساء والأطفال، بينما تُركت الجثث في الشوارع دون إسعاف.
أحد الناجين وصف المدينة بأنها “حقل قتل، الجثث في كل مكان، الناس ينزفون ولا أحد ينجو”.
الأبعاد الإنسانية والأخلاقية
تتكرر في الفاشر نفس المأساة التي شهدتها مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور عام 2023، حيث قُتل ما يصل إلى 15 ألف مدني من غير العرب، معظمهم من قبيلة المساليت، على يد قوات الدعم السريع.
وبسيطرتها على الفاشر، تكون هذه القوات قد أحكمت قبضتها على عواصم الولايات الخمس في دارفور، ما يمنحها سيطرة عسكرية كاملة على غرب السودان.
المنظمات الإنسانية مثل أطباء بلا حدود (MSF) واللجنة الدولية للإنقاذ (IRC) أبلغت أن مدينة طويلة القريبة استقبلت عشرات الآلاف من الجرحى والناجين الفارين من الفاشر.
وحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن 260 ألف مدني، نصفهم من الأطفال، ما زالوا محاصرين دون غذاء أو دواء أو مياه، وأن بعضهم اضطر إلى أكل علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة.
وأعرب فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، عن قلق بالغ إزاء الطبيعة العرقية الممنهجة لهذه الجرائم، واعتبرها جرائم ضد الإنسانية وربما أفعالًا ترقى إلى الإبادة الجماعية.
دعوة عاجلة إلى المجتمع الدولي
ما يجري في الفاشر ليس مجرد مأساة محلية، بل هو استمرار لحملة إبادة جماعية ممنهجة تمتد منذ عقدين في دارفور.
وعليه، فإن المجتمع الدولي – ولا سيما مجلس الأمن الدولي والاتحاد الإفريقي ودول الرباعية (الولايات المتحدة، مصر، السعودية، الإمارات) – مطالبون بما يلي:
تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في جرائم القتل الجماعي في الفاشر ومجزرة المستشفى السعودي.
فرض عقوبات موجهة على قادة الدعم السريع والداعمين الماليين والسياسيين لهم.
تأمين ممرات إنسانية آمنة للمدنيين المحاصرين في مناطق سيطرة الدعم السريع.
دعم التحقيقات والمحاكمات أمام المحكمة الجنائية الدولية (ICC) لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية.
إن تاريخ الدعم السريع الملطخ بالدماء، إلى جانب الأدلة الراهنة على التطهير العرقي والإعدامات الميدانية، يؤكد أن السودان يشهد مرحلة جديدة من الإبادة الجماعية المنظمة.
الصمت أو التردد في هذه اللحظة يعني التواطؤ مع الجريمة واستمرار الإفلات من العقاب.
الختام
بوصفي ناشطًا حقوقيًا سودانيًا، أضم صوتي إلى أصوات الناجين والمشردين والمنظمات الدولية في إدانة هذه الجرائم البشعة بأشد العبارات.
على العالم أن لا يقف متفرجًا بينما تُرتكب مجددًا جرائم دارفور في وضح النهار.
يجب ألا تتحول الفاشر إلى جنينة أخرى، أو رواندا أخرى، أو سربرنيتسا جديدة.
فالعدالة المؤجلة هي عدالة مهدورة، ولشعب دارفور العدالة واجبة الآن، لا غدًا.
المصادر:
كارلوس مورييثي، الجارديان، 29 أكتوبر 2025:
"Mass killings reported in Sudanese city seized by paramilitary group"
أدلة على القتل الجماعي والتخلص من الجثث في مقبرة جماعية قرب مستشفى الأطفال السابق في الفاشر حدد مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل نشاطًا يتوافق مع التخلص من الجثث في مقبرة جماعية خارج مستشفى الأطفال السابق الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع، وذلك في صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 1 و2 و3 نوفمبر 2025. ظهرت مجموعات جديدة من الأجسام الداكنة اللون بطول يتراوح بين 1.3 إلى 2 متر داخل المنشأة، بالإضافة إلى أرض مضطربة جديدة شرق المستشفى، في صور الأقمار الصناعية بتاريخ 1 نوفمبر. هذه الأجسام لم تكن موجودة في صور 2 نوفمبر أو 28 أكتوبر، وهي تتوافق في الحجم والشكل مع جثث بشرية. من المحتمل أن تكون هذه الأجسام قد نُقلت من مكان آخر، بما في ذلك من داخل المستشفى نفسه. ظهرت اضطرابات أرضية جديدة في صور 1 إلى 3 نوفمبر على بعد حوالي 30 مترًا شرق المستشفى. في 1 نوفمبر، ظهرت اضطرابات صغيرة، ثم في 2 نوفمبر ظهرت خنادق مفتوحة بحجم 7 × 4 متر، وفي 3 نوفمبر ظهرت هذه الخنادق وقد تم تغطيتها. كما ظهرت جسمان بطول 1.3 و2 متر شمال الخندق السابق في صور 3 نوفمبر. هذا النشاط يتوافق مع التخلص الجماعي من الجثث...
حسن عبد الرحمن البرهان: ثروة مشبوهة ونهب ممنهج لأموال السودان حسن البرهان، شقيق عبد الفتاح البرهان، جمع ثروة طائلة تقدر بأكثر من 93 مليون دولار أمريكي، في ظل فساد ممنهج ينهك السودان. بينما يعاني الشعب السوداني من أزمات اقتصادية خانقة، يستمر حسن البرهان في مراكمة الأموال المنهوبة من موارد البلاد. كيف تمكن من جمع هذه الثروة الضخمة؟ ولماذا لا يتحدث الناس عن دوره في هذا الفساد المستشري؟ في الوقت الذي يُطالب فيه السودانيون بالعدالة والمحاسبة، تبقى مثل هذه القضايا طي الكتمان، وكأنها محصنة ضد المساءلة. فهل سيأتي اليوم الذي يُحاسب فيه الفاسدون، أم أن السودان سيظل غارقًا في دوامة النهب والاستغلال؟
تقارير ييل: الجنجويد والحكومة التأسيسية ينقلان جثث الضحايا إلى الصحارى لطمس الأدلة بقلم الكرتي – ناشط حقوقي تفيد تقارير دولية وأبحاث مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، وبوضوح من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية، أن الجنجويد وقوات تابعة للحكومة التأسيسية متورطة في عملية منظمة لنقل جثث الضحايا من مدينة الفاشر وإخفائها في الصحارى المحيطة. تُظهر الأدلة أن الجثث تُحمّل على عربات شحن كبيرة وتُدفن في مقابر جماعية نائية ، في محاولة يائسة لطمس الأدلة المادية على الجرائم الوحشية المرتكبة على أساس دوافع عنصرية وقبلية . هذه الأفعال لا تشكل مجرد انتهاك لكرامة الضحايا فحسب، بل تُعد جزءًا من جهد ممنهج لإخفاء آثار الجريمة ومنع أي مساءلة قضائية مستقبلية. إن محاولات إتلاف الأدلة بهذه الصورة تكشف عن نية واضحة لتجنب التحقيقات الدولية وحرمان أهالي الضحايا من حقهم في الحقيقة والعدالة. — الكرتي، ناشط حقوقي
تعليقات
إرسال تعليق