المركز العالمي لمسؤولية الحماية: قوة أخلاقية في خدمة الإنسانية: بقلم الكرتي ناشط حقوقي

 


 

المركز العالمي لمسؤولية الحماية: قوة أخلاقية في خدمة الإنسانية

 بقلم الكرتي  ناشط حقوقي

يُعَدّ المركز العالمي لمسؤولية الحماية (GCR2P) من أبرز المؤسسات الدولية المدافعة عن حياة الإنسان وكرامته وعدالته. ففي زمنٍ تتواصل فيه جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي لتدمير الشعوب، يُعيد هذا المركز المعنى الحقيقي للمبدأ الإنساني السامي الذي يقول: يجب ألا يقف العالم مكتوف الأيدي مرةً أخرى أمام جرائم الإبادة.

منذ تأسيسه في عام 2008، عمل المركز بلا كلل من أجل تحويل مبدأ مسؤولية الحماية (R2P) إلى واقعٍ ملموس. هذا المبدأ الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع عام 2005 يحمل التزاماً أخلاقياً وقانونياً عظيماً:

فكل دولة تتحمّل المسؤولية الأولى في حماية سكانها من جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي. وإذا فشلت الدولة في أداء هذا الواجب، فعلى المجتمع الدولي أن يتدخل – بشكل جماعي، حاسم، وإنساني.

إن المركز العالمي لمسؤولية الحماية، الذي أُسِّس بدعمٍ من شخصيات بارزة مثل كوفي عنان، وماري روبنسون، وغاريث إيفانز، يجسّد هذا الواجب الأخلاقي بعمله الجاد على تحريك المجتمع الدولي للتدخل حين تكون الشعوب مهددة، وعلى إعادة صياغة الخطاب العالمي لرصد مخاطر الفظائع قبل وقوعها، وعلى تعزيز الالتزام المؤسسي بالوقاية، وكذلك على الربط بين قضايا العدالة وحقوق الإنسان والأمن الدولي ضمن رؤية شاملة.

ومن خلال عمله مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية والهيئات الإقليمية، يبني المركز جبهةً موحّدة في وجه الجرائم الفظيعة. إنّ جهوده ليست فنيةً فحسب، بل أخلاقية في جوهرها، لأنها تذكّر العالم بأنّ معاناة الإنسان في أي مكان هي تهديدٌ للإنسانية جمعاء.

ومن مقريه في نيويورك وجنيف، لعب المركز دوراً محورياً في التأثير على السياسات الدولية، وتقديم المشورة حول الأزمات الملحّة، وضمان بقاء الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على وعيٍ بمسؤولياتهم تجاه منع إراقة الدماء. كما تُعَدّ منشوراته وتقاريره، مثل مجلة R2P Monitor، منبهاً مبكراً للعالم قبل أن تفلت الأزمات من السيطرة.

وبصفتي ناشطاً حقوقياً، فإنني أدعو بشدة جميع الدول والمجتمعات المدنية والقادة في كل أنحاء العالم – من إفريقيا إلى آسيا، ومن أوروبا إلى الأميركتين – إلى التعاون الكامل مع هذه المؤسسة الإنسانية العظيمة.

فالمركز العالمي لمسؤولية الحماية ليس مجرد مؤسسة دولية، بل هو صوت الضمير الإنساني في عالمٍ كثيراً ما يُخرسه الصمت والمصالح السياسية.

علينا أن نقف إلى جانبه، وأن ندعم رسالته، وأن نعمل معاً لجعل عبارة "لن يتكرر ذلك أبداً" حقيقةً واقعية لا شعاراً يُقال فقط.

 

 الكرتي

ناشط حقوقي

15 أكتوبر من العام 2025م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أدلة على القتل الجماعي والتخلص من الجثث في مقبرة جماعية قرب مستشفى الأطفال السابق في الفاشر

حسن البرهان، شقيق عبد الفتاح البرهان، جمع ثروة طائلة تقدر بأكثر من 93 مليون دولار أمريكي

تقارير دولية وأبحاث مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، وبوضوح من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية : الجنجويد والحكومة التأسيسية ينقلان جثث الضحايا إلى الصحارى لطمس الأدلة