الكرتي: الهجوم على أبوقمرة جريمة تهدد باندلاع حرب أهلية شاملة بقلم: الكرتي – ناشط حقوقي
الكرتي: الهجوم على أبوقمرة جريمة تهدد باندلاع حرب أهلية شاملة
بقلم: الكرتي – ناشط حقوقي
أعلنت قوات الدعم السريع، يوم الأربعاء، سيطرتها الكاملة على بلدة أبوقمرة التابعة لمحلية كرنوي، على بُعد نحو 200 كيلومتر شمال غرب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. وجاء ذلك بعد ساعات فقط من إعلان حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي عن انضمام مجموعة من قوات الطاهر حجر المتمركزة في البلدة إلى صفوفها.
وبحسب ما وثّقته منصة “دارفور24”، فقد بثّ مقاتلون من قوات الدعم السريع مقطع فيديو يُظهر سيطرتهم على البلدة الواقعة على بُعد نحو 150 كيلومتراً جنوب شرق معبر الطينة الحدودي بين السودان وتشاد، حيث ظهر أحد قادة القوة داعياً المواطنين إلى العودة إلى البلدة وفتح متاجرهم، مؤكداً – وفق قوله – أن لا أحد سيعتدي عليهم.
لكن، ومن منطلق الواجب الإنساني والحقوقي، فإنني أستنكر وبأشد العبارات أي مظهر من مظاهر القوة العسكرية في المناطق التي يعيش فيها المدنيون. إن ما يجري في أبوقمرة يُنذر بكارثة حقيقية، إذ نعلم تماماً أن استخبارات البرهان الشريرة وما تُسمى بـ"القوة المشتركة" تسعيان إلى جر المنطقة نحو أتون حرب أهلية شاملة، لا رابح فيها سوى تجار الحرب وأعداء السلام.
إن تحويل القرى والمناطق السكنية إلى ثكنات عسكرية عمل مدان ومرفوض جملةً وتفصيلاً، لأنه يعرض حياة المدنيين للخطر ويحوّل المجتمعات الآمنة إلى ساحات موت ودمار، كما هو الحال اليوم في مدينة الفاشر.
وما يُثير القلق أن الحكومة التي تُسمّي نفسها "حكومة تأسيس" قد أعلنت نيتها استهداف القوات المتواجدة في مناطق دار زغاوة، وهو ما يعني عملياً تدمير تلك المناطق بالكامل. وفي المقابل، فإن الهجوم على منطقة أبوقمرة يُعدّ هجوماً مباشراً على قبيلة الزغاوة، أي أنه استهداف على أساس الهوية والعرق، ويمثل شكلاً من أشكال القتل والتطهير العرقي الذي يهدد النسيج الاجتماعي في السودان بأكمله.
إن الوضع الراهن بالغ الخطورة، ويجب على كل الأطراف أن تُدرك أن هذه الحرب العبثية لن تجلب سوى المزيد من الدمار والمعاناة للمدنيين، وخاصة في دارفور وكردفان والنيل الأزرق وجبال النوبة.
لذلك، فإننا نُجدّد دعوتنا الصادقة والعاجلة إلى كل الأطراف المتحاربة لوقف التصعيد فوراً، والابتعاد عن إدخال منطقة أبوقمرة – أو أي منطقة أخرى – في صراع لا معنى له، صراع لا يُنتج سوى الدماء والخراب والانقسام.

تعليقات
إرسال تعليق