تشهد ولاية جنوب دارفور في الآونة الأخيرة انقسامات عميقة داخل النسيج القبلي والاجتماعي نتيجة لتصاعد نفوذ قوات الدعم السريع (الجنجويد)

 


انشطارات داخل القبائل في جنوب دارفور تحت ضغط قوات الدعم السريع

تشهد ولاية جنوب دارفور في الآونة الأخيرة انقسامات عميقة داخل النسيج القبلي والاجتماعي نتيجة لتصاعد نفوذ قوات الدعم السريع (الجنجويد) التي تمارس ضغوطاً عنيفة على زعماء القبائل ومجتمعاتهم المحلية لإجبارهم على إعلان الولاء والطاعة لها.
وقد أدى هذا الوضع إلى تفكك داخلي غير مسبوق داخل بعض القبائل، حيث انقسمت المكونات الاجتماعية بين من رضخ للتهديدات والإكراه العسكري ومن رفض المشاركة في مشروع الدعم السريع القائم على الهيمنة والإرهاب المنظم.

تشير الشهادات الميدانية إلى أن قوات الدعم السريع استخدمت أساليب الترهيب والاعتقال القسري والاغتيالات الموجهة ضد من يعارضون نفوذها، ما أدى إلى تدمير البنى التقليدية للقيادة الأهلية التي كانت تشكّل مرجعاً للسلم الأهلي والتوازن القبلي في المنطقة.
كما فرضت هذه القوات سيطرتها على طرق الإمداد والمناطق التجارية، وهددت كل من يرفض التعاون معها، ما جعل السكان يعيشون بين الخوف والانقسام.

ويحذر مراقبون من أن هذه السياسة الممنهجة قد تدفع جنوب دارفور نحو صراع داخلي بيني داخل القبائل نفسها، وهو ما يمثل امتداداً لسياسة تفكيك المجتمعات التي اعتمدتها الميليشيات الجنجويدية منذ اندلاع النزاع في دارفور قبل عقدين.

إن هذه الانشطارات الاجتماعية القسرية ليست مجرد ظاهرة قبلية، بل هي جزء من استراتيجية سياسية وعسكرية تهدف إلى ضمان خضوع كامل المنطقة لسلطة الدعم السريع، وإقصاء أي صوت مستقل أو مقاوم لمشروعها القائم على القوة والهوية العرقية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أدلة على القتل الجماعي والتخلص من الجثث في مقبرة جماعية قرب مستشفى الأطفال السابق في الفاشر

حسن البرهان، شقيق عبد الفتاح البرهان، جمع ثروة طائلة تقدر بأكثر من 93 مليون دولار أمريكي

تقارير دولية وأبحاث مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، وبوضوح من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية : الجنجويد والحكومة التأسيسية ينقلان جثث الضحايا إلى الصحارى لطمس الأدلة