لقد آن الأوان أن تتحمّل مجتمعات نهر النيل، والشمالية، ووسط السودان مسؤوليتها الوطنية الكاملة في مواجهة ما يُسمى بـ"الدعم السريع"

 


العدالة في الدم والتضحية: مسؤولية مواجهة الحرب ليست حكرًا على أبناء الهامش

بقلم: الكرتي – ناشط حقوقي

لقد آن الأوان أن تتحمّل مجتمعات نهر النيل، والشمالية، ووسط السودان مسؤوليتها الوطنية الكاملة في مواجهة ما يُسمى بـ"الدعم السريع" أو أي قوة مسلحة تهدد الدولة، لأن أبناء المناطق الطرفية — من دارفور، كردفان، جبال النوبة، وجنوب النيل الأزرق — قد دفعوا الثمن باهظًا من قبل.

لقد قاتلوا وماتوا عبثًا في حروبٍ لا تخصهم، تحت شعاراتٍ زائفة، ودفنوا في أراضٍ بعيدة عن قراهم وأحلامهم، بينما ظلت مناطق الشمال والوسط في مأمنٍ من ويلات الموت والدمار.

إن العدالة الحقيقية لا تقتصر على توزيع الثروة والسلطة، بل تشمل أيضًا توزيع العبء الوطني والتضحية.
فلا يجوز أن يُستنزف أبناء الهامش وحدهم في حروبٍ تُقرَّر في الخرطوم، بينما يعيش أبناء المركز في أمانٍ تام خلف جدرانٍ من الامتياز واللامبالاة.

إذا كانت الحرب واجبًا وطنيًا، فلتكن واجبًا على الجميع، لا على فئةٍ دون أخرى.
فقد مات من الهامش من يكفي ليُكتب التاريخ بدمائهم، وحان الوقت أن يعرف أبناء الشمال أن الوطن لا يُحمى بدماء الآخرين فقط، بل بدم الجميع على قدم المساواة.

إن استمرار هذا الخلل الأخلاقي في توزيع الموت والحياة بين السودانيين هو أخطر مظاهر التمييز الطبقي والجهوي، وهو ما يجعل السودان يعيش في دورةٍ لا تنتهي من الحروب والظلم والمرارة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أدلة على القتل الجماعي والتخلص من الجثث في مقبرة جماعية قرب مستشفى الأطفال السابق في الفاشر

حسن البرهان، شقيق عبد الفتاح البرهان، جمع ثروة طائلة تقدر بأكثر من 93 مليون دولار أمريكي

تقارير دولية وأبحاث مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، وبوضوح من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية : الجنجويد والحكومة التأسيسية ينقلان جثث الضحايا إلى الصحارى لطمس الأدلة