منظمة الشفافية الدولية Transparency International، رسالة وموجّه بالخصوص إلى الدول الإفريقية
منظمة الشفافية الدولية Transparency International، رسالة وموجّه بالخصوص إلى الدول الإفريقية
أنا الكرتى - ناشط حقوقي
أقف اليوم مدافعاً ومؤيداً لما
تقوم به منظمة الشفافية الدولية، هذه الحركة العالمية المستقلة التي تعمل في أكثر
من 100 دولة لإنهاء ظلم الفساد، والذي أصبح أحد أخطر معوقات التنمية وحقوق الإنسان
في عالمنا المعاصر.
لقد برهنت الشفافية الدولية، من
خلال أبحاثها وحملاتها ونشاطها، أن الفساد ليس مجرد جريمة مالية أو إدارية، بل هو
وباء يدمر ثقة الشعوب في حكوماتها، يضعف الديمقراطية، ينهك الاقتصاد، ويزيد من
الفقر واللامساواة، كما يعمّق الأزمات الاجتماعية والبيئية.
رسالتها التي أؤمن بها
§
مهمتها: إيقاف الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة
والنزاهة في كل المستويات والقطاعات.
§
رؤيتها: عالم تُدار فيه الحكومات والسياسة والاقتصاد
والمجتمع المدني وحياة الناس اليومية بعيداً عن الفساد.
لماذا أدعم هذه المنظمة؟
§
لأنها مستقلة، غير حكومية، لا تهدف للربح، وتعمل مع
شركاء في كل العالم من أجل هدف واحد: إنهاء الظلم الناتج عن الفساد.
§
على المستوى العالمي، هي صوت الشعوب في مواجهة شبكات
الفساد الكبرى، تضغط على صانعي القرار مثل مجموعة العشرين، وتكشف قضايا الفساد
العابر للحدود.
§
على المستوى الوطني، تدعم فروعها الإقليمية من أجل سنّ
تشريعات صارمة، وتعمل مباشرة مع الوزارات والهيئات الحكومية لكشف الثغرات ومحاسبة
الفاسدين.
§
على المستوى المحلي، تبني جسوراً مع الأفراد والمنظمات،
وتقدم الدعم القانوني عبر أكثر من 60 مركزاً للمناصرة والمساعدة القانونية حول
العالم.
الفساد جريمة ضد الشعوب
تعريفهم للفساد واضح وبسيط: إساءة
استخدام السلطة الممنوحة لتحقيق مكاسب خاصة.
وهذا ما نراه كل يوم في قارتنا
الإفريقية: ثروات تُنهب، مجتمعات تُحرم من فرص التنمية، أجيال تُسلب حقوقها في
العيش الكريم، وأزمات تُفاقمها الأنظمة الفاسدة.
دعوتي للدول الإفريقية
بصفتي ناشطاً حقوقياً، أدعو كل دول
إفريقيا، حكومات ومجتمعاً مدنياً، لدعم منظمة الشفافية الدولية والانضمام إليها.
فمستقبل قارتنا مرتبط بالقدرة على اقتلاع الفساد من جذوره، وإحلال قيم النزاهة
والشفافية محل شبكات المحسوبية والنهب المنظم.
إن دعم هذه المنظمة ليس خياراً
سياسياً، بل واجب أخلاقي وإنساني تجاه شعوبنا التي تستحق أن تعيش في دول عادلة،
شفافة، وخالية من الفساد.
الكرتى - ناشط حقوقي
الفساد في إفريقيا ليس مجرد خلل
إداري أو تجاوز قانوني، بل هو جريمة ضد الإنسانية.
إنه جريمة تُجَوِّع الشعوب بينما
تحيا الأنظمة الفاسدة في قصور من ذهب.
إنه جريمة تُحوِّل المدارس إلى
أطلال، والمستشفيات إلى مقابر، بينما تُهرَّب المليارات إلى البنوك الخارجية.
نعم، القادة الفاسدون في إفريقيا
يسرقون قوت الأطفال، يحرمون الشباب من المستقبل، ويتركون القرى والقبائل تغرق في
الفقر واليأس. كل ذلك تحت شعارات كاذبة عن الوطنية والتنمية.
هنا يأتي دور الشفافية الدولية
منظمة الشفافية الدولية ليست مجرد
هيئة مراقبة، بل هي سلاح الشعوب ضد الطغيان.
تكشف شبكات الفساد الكبرى التي
تحمي الطغاة.
تفضح الأنظمة التي تستخدم السلطة
للنهب.
وتمنح صوتاً للمهمشين الذين تُسرق
حياتهم يومياً باسم الدولة.
دعوتي القاطعة
أقولها بوضوح:
على كل دولة في إفريقيا، وعلى كل
ناشط، وعلى كل مواطن حر، أن يدعم منظمة الشفافية الدولية.
لأنها الجدار الذي يقف بيننا وبين
طغيان لا ينتهي.
أيها الحكام الفاسدون: لن تنقذكم
قصوركم ولا ملياراتكم المنهوبة. الشعوب ستنهض، والفساد سينكشف، والتاريخ لن يرحم.
رسالتي للشعوب
الفساد هو العدو الأول. هو الذي
يُفقر دارفور ويجوِّع الصومال وينهب نفط نيجيريا وغاز الجزائر وذهب الكونغو.
هو الذي يترك شباب إفريقيا يغرقون
في البحار بحثاً عن حياة كريمة.
هو الذي يجعلنا عبيداً في قارة
غنية.
لهذا أقول:
لن تُبنى إفريقيا إلا إذا كُسر ظهر
الفساد، ولن يُكسر إلا بدعم الشفافية الدولية والنضال معها بلا هوادة.

تعليقات
إرسال تعليق