الاستنزاف العرقي: جريمة منظمة: الأثر الاجتماعي والاقتصادي: انهيار متكامل: حرب بلا عدالة… موت بلا معنى
الاستنزاف العرقي: جريمة منظمة: الأثر الاجتماعي والاقتصادي: انهيار متكامل: حرب بلا عدالة… موت بلا معنى
حرب بلا عدالة… موت بلا معنى
من دارفور إلى جبال النوبة، ومن النيل الأزرق إلى الكنابي في ولايات القضارف وكسلا والبحر الأحمر والجزيرة، تتكرر المأساة: شباب يُجندون قسرًا أو يُدفعون إلى القتال تحت وطأة الفقر، ثم يُقتلون في معارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، ويُدفنون في صمت، بلا أسماء، بلا قبور تليق بكرامتهم. هؤلاء ليسوا جنودًا نظاميين، بل أبناء مجتمعات مهمشة، تُستخدم أجسادهم كذخيرة بشرية في صراع لا يملكون فيه رأيًا ولا قرارًا.
الاستنزاف العرقي: جريمة منظمة
ما يحدث ليس مجرد تجنيد عشوائي، بل نمط ممنهج من الاستنزاف العرقي. يتم استهداف القبائل الأفريقية تحديدًا، في عملية تبدو وكأنها تطهير غير معلن، حيث يُستنزف الرجال، ويُترك المجتمع بلا عمود فقري. الكنابي، التي كانت يومًا ملاذًا للعمال الزراعيين، أصبحت اليوم مدنًا بلا رجال، تعج بالأرامل والأيتام، وتئن تحت وطأة الفقر والانهيار الاجتماعي.
الأثر الاجتماعي والاقتصادي: انهيار متكامل
غياب الرجال عن الكنابي لا يعني فقط فقدان الأرواح، بل يعني أيضًا:
انهيار الأسر: النساء يتحملن عبء إعالة الأسر وحدهن، في ظل غياب الدعم والرعاية.
تراجع الإنتاج الزراعي: الكنابي كانت تعتمد على العمالة الذكورية، وغيابها أدى إلى تراجع حاد في الإنتاج.
تفكك النسيج الاجتماعي: غياب الآباء والأشقاء خلق فراغًا تربويًا وأخلاقيًا، يُهدد الأجيال القادمة.
انتشار الفقر والتشرد: الأرامل والأيتام بلا معيل، ما يدفعهم نحو التسول أو الهجرة القسرية.
من المسؤول؟
المسؤولية لا تقع على طرف واحد، بل على منظومة كاملة:
القيادات العسكرية التي تستخدم أبناء الهامش وقودًا لحروبها.
النخب السياسية التي تكرّس التهميش وتغض الطرف عن هذه الجرائم.
المجتمع الدولي الذي يكتفي بالإدانة دون تحرك فعلي لحماية هؤلاء الضحايا.
دعوة للمحاسبة والعدالة
بصفتي ناشطًا حقوقيًا، أطالب بـ:
تحقيق دولي مستقل في جرائم التجنيد القسري والاستهداف العرقي.
حماية المجتمعات المهمشة من الاستغلال العسكري والسياسي.
إعادة تأهيل الكنابي اقتصاديًا واجتماعيًا، عبر دعم الأرامل والأيتام.
إدماج أبناء الهامش في القرار الوطني، لضمان عدم تكرار هذه المأساة.
إن ما يحدث في السودان اليوم ليس مجرد حرب، بل جريمة ضد الإنسانية تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم. والسكوت عنها هو مشاركة في الجريمة. فلنرفع الصوت، ولنكتب، ولنفضح، حتى لا يُدفن المزيد من الأبرياء في صمت.
الكرتي – ناشط حقوقي
.jpg)
تعليقات
إرسال تعليق