أبناء الهامش يُدفنون في بطون الذباب وأبناء السحت يُدفنون في بطون البنوك الأجنبية: تُزهق أرواح أبناء دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وكردفان في معارك عبثية
أبناء الهامش يُدفنون في بطون الذباب وأبناء السحت يُدفنون في بطون البنوك الأجنبية بقلم: الكرتي – ناشط حقوق إنسان
في السودان، لا تتوزع الحرب بعدالة، ولا يُقسم الموت بالتساوي. فبينما تُزهق أرواح أبناء دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وكردفان في معارك عبثية لا ناقة لهم فيها ولا جمل، يعيش أبناء المركز في رفاهية مصطنعة، يهربون من رائحة البارود إلى عواصم العالم، ويُدفنون لاحقًا في بطون البنوك الأجنبية، لا في تراب الوطن.
أبناء الهامش يُستدعون إلى ساحات القتال، يُجندون قسرًا، يُستنزفون بلا تدريب، ويُقتلون بلا حتى شاهد قبر. أجسادهم تُترك في العراء، تنهشها الكلاب الضالة، وتلتهمها الذباب، وكأنهم لم يكونوا يومًا بشرًا لهم أسماء وأحلام. لا جنازات، لا تأبين، لا عدالة.
أما أبناء السحت، أولئك الذين اغتنوا من المال العام، فهم لا يُستدعون إلى الحرب، بل يُستدعون إلى المؤتمرات، إلى صفقات الفساد، إلى حسابات بنكية في دبي ولندن وجنيف. يعيشون على دماء الفقراء، ويُدفنون في أرصدة لا تموت، بينما الوطن يُدفن في كل طلقة تُطلق على أبناء الهامش.
هذه ليست حربًا فقط، إنها جريمة طبقية، عرقية، أخلاقية. إنها إبادة ببطء، تُنفذها النخب على ظهور البسطاء. إنها عدالة مقلوبة، حيث يُكافأ اللص، ويُقتل الشريف، ويُنسى الشهيد، ويُخلّد الفاسد.
فمن يُعيد التوازن؟ من يُوقف هذا النزيف؟ من يُطالب بأن يكون الموت على الأقل عادلاً؟ الكرتي - ناشط حقوق إنسان
.jpg)
تعليقات
إرسال تعليق