إن الجرائم التي ارتُكبت في السودان، خاصة في دارفور والخرطوم وأم درمان، ليست معزولة عن تجارب إنسانية سابقة: المقارنات الدولية
المقارنات الدولية
إن الجرائم التي ارتُكبت في السودان، خاصة في دارفور والخرطوم وأم درمان، ليست معزولة عن تجارب إنسانية سابقة شهدها العالم. المقارنة مع حالات رواندا 1994، البوسنة 1995، وسوريا بعد 2011، تساعد في فهم السياق، ورصد الأنماط المتكررة، واستخلاص الدروس.
1. رواندا 1994
-
الوقائع: إبادة جماعية أودت بحياة نحو 800 ألف شخص معظمهم من التوتسي خلال 100 يوم.
-
السمات:
-
استهداف عرقي ممنهج.
-
استخدام الميليشيات المحلية (إنترahamwe) في عمليات القتل.
-
تواطؤ الحكومة المركزية.
-
-
التشابه مع السودان:
-
استهداف جماعة إثنية (المساليت) في الجنينة.
-
مشاركة ميليشيات محلية مسلحة بدعم قوات نظامية.
-
تقاعس المجتمع الدولي عن التدخل في الوقت المناسب.
-
2. البوسنة (سربرنيتسا) 1995
-
الوقائع: مذبحة قُتل فيها أكثر من 8 آلاف رجل وصبي بوسني مسلم على يد قوات صرب البوسنة.
-
السمات:
-
تطهير عرقي ممنهج.
-
استخدام الحصار والتجويع لإخضاع السكان.
-
وجود قوات حفظ سلام عاجزة عن التدخل.
-
-
التشابه مع السودان:
-
حصار المدن في دارفور والفاشر.
-
استهداف المدنيين على أساس هويتهم.
-
عجز القوات الأممية أو الإقليمية عن حماية المدنيين.
-
3. سوريا بعد 2011
-
الوقائع: قصف عشوائي للمناطق المدنية، استهداف الأسواق والمستشفيات بالبراميل المتفجرة والطيران.
-
السمات:
-
استخدام سلاح الجو لاستهداف المدنيين.
-
تهجير قسري واسع.
-
أزمة إنسانية إقليمية (لاجئون بالملايين).
-
-
التشابه مع السودان:
-
القصف الجوي على سوق كبكابية.
-
تهجير ملايين السودانيين إلى دول الجوار.
-
انهيار البنية التحتية الطبية والتعليمية.
-
4. أوجه التشابه العامة
-
وجود نية واضحة لإحداث تغيير ديموغرافي عبر القتل أو التهجير.
-
استخدام الأسواق والأحياء السكنية كأهداف مباشرة.
-
عجز المجتمع الدولي عن التدخل المبكر والفعال.
5. الفروق
-
في رواندا والبوسنة: كان الاستهداف على أساس عرقي صريح.
-
في سوريا: الاستهداف كان سياسيًا وطائفيًا أكثر.
-
في السودان: مزيج بين الاستهداف العرقي (المساليت وغيرهم) والعشوائية الواسعة ضد المدنيين.
الخلاصة
إن ما يحدث في السودان اليوم يحمل سمات مشتركة مع هذه الكوارث الإنسانية الكبرى. هذا يثير خطر تكرار نفس المآسي إذا لم يتم التدخل الدولي العاجل.

تعليقات
إرسال تعليق