ماذا في حال انهيار النظام الإيراني؟ يرى العديد من الكتاب والمحللين أن انهيار النظام الإيراني سيكون حدثًا فارقًا في السياسة العالمية، وله عدة سيناريوهات
ماذا في حال انهيار النظام الإيراني؟
في ظل التصاعد الحاد في التوترات بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، يُطرح سؤال بالغ الأهمية: ماذا لو انهار النظام الإيراني؟ تداعيات هذا الاحتمال لا تقتصر على إيران وحدها، بل تمتد لتشمل أمن المنطقة والعالم بأسره.
أولاً: رؤى وتحليلات الخبراء والكتاب حول العالم
يرى العديد من الكتاب والمحللين أن انهيار النظام الإيراني سيكون حدثًا فارقًا في السياسة العالمية، وله عدة سيناريوهات:
-
فقدان السيطرة على البرنامج النووي: يشير خبراء مثل ديفيد ألبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، إلى أن أي انهيار مفاجئ قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على المواقع النووية، وهو ما يشكل تهديدًا بيئيًا وصحيًا خطيرًا على إيران والدول المجاورة، بما في ذلك دول الخليج.
-
حالة فوضى داخلية: تحذر الباحثة كارين فون هيبل، من مركز تشاتام هاوس، من فراغ السلطة الذي قد يتسبب في حروب داخلية بين الفصائل، ومنافسات دامية بين الحرس الثوري وقوى المعارضة.
-
امتداد التهديد إلى دول الجوار: يرى الكاتب الأميركي توماس فريدمان أن انهيار النظام الإيراني قد يحفز ميليشيات طهران في العراق ولبنان وسوريا واليمن على ردود فعل انتقامية واسعة النطاق.
-
تأثير اقتصادي كارثي: يرى بعض المحللين في صحيفة The Economist أن انهيار نظام طهران سيُدخل الاقتصاد الإيراني في دوامة من الانهيار التام، ما سيؤثر على الأسواق النفطية العالمية.
ثانيًا: المحادثات السرية حول "اليوم التالي"
أكد دبلوماسيون أميركيون وأوروبيون - بحسب شبكة CBS الأميركية - أن محادثات سرية جارية حول مستقبل إيران، لا سيما في حال سقوط النظام الحالي، وتشمل هذه المحادثات:
-
من سيقود إيران لاحقًا؟
-
كيف يمكن تأمين المواقع النووية؟
-
ما هي التداعيات البيئية والصحية المحتملة في حال ضرب المنشآت النووية؟
وقد نقلت الشبكة عن أحد المسؤولين الأميركيين قوله إن الرئيس ترامب كان يفضل المسار الدبلوماسي، لكنه كان قلقًا من الفراغ السياسي الذي قد يحدث إذا انهار النظام الإيراني. كما أن الاستعدادات العسكرية كانت قائمة، حتى في أثناء وجود الرئيس ترامب في منتجعه الخاص في نيوجيرسي، حيث أُعد جناح آمن لإتاحة إصدار أوامر الضربة المحتملة.
ثالثًا: "فرصة أخيرة" للدبلوماسية
ذكرت مصادر دبلوماسية أميركية وأوروبية أن هناك نافذة زمنية ضيقة، قد لا تتجاوز الأسبوعين، لمحاولة إنهاء الصراع الإيراني الإسرائيلي عبر السبل الدبلوماسية. وقد استغل الرئيس ترامب هذه النافذة لتأجيل قراره بشأن مشاركة واشنطن في الهجوم الإسرائيلي، في انتظار ما ستسفر عنه اللقاءات الجارية.
وفي هذا السياق، عقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اجتماعًا مع نظرائه الأوروبيين في جنيف، حضره وزراء خارجية فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي. واستمر الاجتماع قرابة أربع ساعات، حيث أكد المشاركون على أن الحل العسكري وحده لا يمكنه حل أزمة البرنامج النووي الإيراني. وقال وزير الخارجية البريطاني لامي:
"كنا واضحين: لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي".
رابعًا: الرد الإيراني المحتمل
في تطور خطير، قال رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، عباس جولرو، إن لطهران الحق القانوني في الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بموجب المادة العاشرة، وذلك ردًا على القصف الأميركي لثلاث منشآت نووية إيرانية. المادة المذكورة تنص على أن لأي دولة الحق في الانسحاب إذا رأت أن مصالحها العليا قد تعرضت للخطر بسبب أحداث استثنائية.
خامسًا: السؤال الذي لا مفر منه
خاتمة
في النهاية، فإن انهيار النظام الإيراني ليس سيناريو بعيدًا كما يظن البعض، بل هو محور نقاشات جادة في الدوائر السياسية والعسكرية. غير أن هذا السيناريو يحمل معه عواقب شديدة التعقيد. من ناحية، قد يُمهّد الطريق لحلٍّ جديد في الشرق الأوسط، ومن ناحية أخرى، قد يُطلق شرارة اضطرابات قد لا تنتهي لعقود.
تعليقات
إرسال تعليق