في خضم التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل، تتصاعد المخاوف العالمية من كارثة بيئية لا تقل خطورة عن الحرب نفسها. الضربات الجوية المتكررة، والتي استهدفت منشآت عسكرية

 

التصعيد بين إيران وإسرائيل والتلوث الكيميائي والنووي: الخطر الصامت في قلب الشرق الأوسط

بقلم: الكرتي – مركز الحقيقة والمعرفة

في خضم التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل، تتصاعد المخاوف العالمية من كارثة بيئية لا تقل خطورة عن الحرب نفسها. الضربات الجوية المتكررة، والتي استهدفت منشآت عسكرية وأخرى يُعتقد أنها تحتوي على مواد كيميائية ونووية حساسة داخل إيران، دفعت المجتمع الدولي إلى دق ناقوس الخطر بشأن الآثار البيئية المترتبة على مثل هذه المواجهات.

تأثير التلوث الكيميائي والنووي على المنطقة

إنّ قصف المنشآت النووية أو الكيميائية لا يُهدد فقط من يتواجدون في محيطها الجغرافي، بل يمتد أثره ليشمل دول الجوار وربما القارات المجاورة عبر الرياح والتيارات المائية. فالتسرب الإشعاعي أو الكيميائي يمكن أن يؤدي إلى:

  • تدمير النظم البيئية.

  • تلوث المياه الجوفية والسطحية.

  • انتشار الأمراض المزمنة والخبيثة بين السكان.

  • تهجير السكان من المناطق المتأثرة.

  • أضرار زراعية واقتصادية فادحة.

وقد أظهرت تقارير بيئية متخصصة أن أي هجوم ناجح على منشأة تحتوي على مواد مشعة في إيران يمكن أن يخلق "تشيرنوبل جديدة" في قلب الشرق الأوسط.

المجتمع الدولي: قلق متصاعد واستنفار بيئي

تتزايد التحذيرات من منظمات بيئية عالمية ووكالات الطاقة الذرية التي دعت إلى ضبط النفس ومنع قصف أي منشأة حساسة قد تفرز تسربات كيميائية أو إشعاعية. وقد اعتبرت الأمم المتحدة أن البيئة أصبحت "الضحية المنسية" في هذا الصراع المتصاعد.

المشهد الشعبي والإقليمي: فرح عربي وغضب إيراني

في مفارقة لافتة، شهدت بعض الدول العربية حالة من "الابتهاج غير المعلن" بسبب ما وصفه محللون بـ"إضعاف آلة القمع الإيرانية" التي استخدمها النظام الحاكم في طهران لتمويل مليشيات وتهديدات إقليمية. ويرى بعض المراقبين أن عدداً من الدول العربية تنظر إلى هذه الضربات كفرصة لتقليص النفوذ الإيراني في الإقليم.

على النقيض من ذلك، خرج ملايين الإيرانيين إلى الشوارع، داخل إيران وخارجها، في مظاهرات تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء الحكم القمعي الذي أوقع البلاد في عزلة دولية وأزمات اقتصادية وبيئية خانقة. وردد المتظاهرون شعارات تدعو إلى "تحرير إيران من قبضة النظام الذي جرّ البلاد إلى الهاوية".

خسائر فادحة في صفوف القيادة الإيرانية

ووفق تقارير إعلامية متقاطعة، فقد لقي أكثر من 20 من كبار القادة السياسيين والعسكريين الإيرانيين مصرعهم في الضربات الأخيرة، ما أحدث ارتباكًا واسعًا في هرم القيادة وأثار تساؤلات عن مدى قدرة النظام على الصمود أمام هكذا ضربات متتالية.

خاتمة: هل نحن على مشارف كارثة بيئية أم بداية مرحلة جديدة؟

بين فرحة بعض الأطراف بسقوط شخصيات قيادية إيرانية، وقلق المجتمع الدولي من الكارثة البيئية المحتملة، تقف المنطقة على مفترق طرق حساس. فاستمرار التصعيد دون رقابة أو وازع قد يؤدي إلى ما هو أبعد من الحروب التقليدية – إلى موت صامت بفعل التلوث البيئي الشامل.

على جميع الأطراف الإقليمية والدولية أن تتحمل مسؤولياتها قبل فوات الأوان، فالحرب قد تضع أوزارها، لكن أثر التلوث البيئي لا يُمحى بسهولة.


للمزيد من التحليلات والحقائق، زوروا مركز الحقيقة والمعرفة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حسن البرهان، شقيق عبد الفتاح البرهان، جمع ثروة طائلة تقدر بأكثر من 93 مليون دولار أمريكي

أثار البيان الأخير الصادر عن "الأمانة العامة للحركة الإسلامية السودانية"، والذي يدعو إلى "الجهاد نصرةً للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، استغراب المراقبين، وطرح تساؤلات جدية حول تورط عبد الفتاح البرهان وتحالفاته مع طهران.

يدين مركز الحقيقة والمعرفة وعلى رأسه الكاتب الكرتى بأشد العبارات البيان الصادر عن ما تُسمى الحركة الإسلامية السودانية والذي يدعو إلى "الجهاد" نصرةً للنظام الإيراني المارق، بذريعة الدفاع عن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" في وجه ما وصفوه بالعدوان الصهيوني.