استخدام الأسلحة المحرّمة دوليًا في السودان: الإطار القانوني، الانتهاكات، والتأثير الإنساني: خلفية تاريخية: السودان واستخدام الأسلحة المحظورة (1955–2025)

-

 

استخدام الأسلحة المحرّمة دوليًا في السودان: الإطار القانوني، الانتهاكات، والتأثير الإنساني

إعداد: الكاتب والباحث القانوني الكرتي

الملخص

تستعرض هذه الورقة البحثية الاستخدام المتكرر للأسلحة المحرّمة دوليًا في النزاعات المسلحة بالسودان، مع التركيز على دارفور، جنوب كردفان، النيل الأزرق، والخرطوم منذ عام 2023. تتناول الورقة الإطار القانوني الدولي المنظّم، وتوثق الانتهاكات، وتُحلل الآثار الإنسانية الخطيرة، وتدعو لتفعيل آليات المساءلة الدولية.

1. المقدمة

يُعد استخدام الأسلحة المحرّمة دوليًا من أخطر انتهاكات القانون الدولي الإنساني. فرغم وجود معاهدات تحظر استخدام هذه الأسلحة، فإن السودان شهد، على مدار تاريخه الدموي، توثيقًا لحالات متكررة من الاستخدام، دون محاسبة تُذكر. تهدف هذه الورقة إلى تحليل الأطر القانونية ذات الصلة، وتوثيق أبرز الانتهاكات، وإبراز الحاجة إلى مساءلة عاجلة وفعالة.

2. خلفية تاريخية: السودان واستخدام الأسلحة المحظورة (1955–2025)

  • دارفور (2003): توثيق حالات تسميم آبار المياه في المناطق التي تسيطر عليها الحركات المسلحة.

  • جنوب كردفان (2011–2016): استخدام محتمل للبراميل المتفجرة وأسلحة كيميائية ضد المدنيين.

  • هجوم جبل مرة (2016): تقارير موثقة من منظمة العفو الدولية تؤكد استخدام أسلحة كيميائية.

  • الخرطوم (2023–2025): أدلة بيئية وطبية على استخدام أسلحة محظورة في المقرن والصالحة والجيلي.

  • دارفور (2023–2025): استخدام أسلحة كيميائية وحارقة في الكومة، طرة، ونيالا.

3. الإطار القانوني الدولي لحظر هذه الأسلحة

3.1 الاتفاقيات الرئيسية:

  • اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية (1993)

  • اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية (1972)

  • اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفراد (1997)

  • اتفاقية الذخائر العنقودية (2008)

  • اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الإضافية (1949، 1977)

  • نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية – المادة 8

3.2 العقوبات الأمريكية:

شملت العقوبات تجميد الأصول، حظر توريد الأسلحة، وحظر السفر لكبار قادة النظام.

4. آليات التحقيق والتحقق الدولي

  • تحليل العينات البيئية (تربة، مياه، أنسجة بشرية).

  • صور الأقمار الصناعية لمواقع الانفجارات.

  • شهادات الناجين والشهود.

  • تقارير طبية وتشريح الجثث.

  • تقارير من OPCW، الأمم المتحدة، ومنظمات غير حكومية مستقلة.

5. سوابق دولية مشابهة

  • العراق (1988): قصف حلبجة بالغازات السامة.

  • سوريا (2013–2018): استخدام غاز السارين والكلور.

  • ليبيا (2011): استخدام الذخائر العنقودية.

  • روديسيا (السبعينات): تسميم آبار مياه كيميائيًا.

6. أثر الأسلحة المحرّمة على الأمن الدولي

يؤدي استخدامها إلى زعزعة استقرار الدول والمجتمعات، وتغذية الصراعات، وتصاعد موجات النزوح الإقليمي، مما يقوض السلم الدولي.

7. التأثيرات الصحية والبيئية

  • أمراض تنفسية مزمنة، سرطانات، وتشوهات خلقية.

  • تلوث المياه والتربة.

  • نفوق الماشية، وانهيار الأنظمة الصحية.

  • عدم قدرة المؤسسات الصحية على التعامل مع الأزمات الناتجة.

8. شهادات حية

  • ناجٍ من جبل مرة: "أصبت بحروق شديدة بعد قصف جوي مباشر."

  • معلم من النيل الأزرق: "قتل تلاميذ بانفجار ذخائر عنقودية."

  • نازح من دارفور: "أُسقطت علينا براميل متفجرة وقت السوق."

9. المجتمع الدولي: أدوار محدودة وتأثيرات باهتة

  • الأمم المتحدة: بيانات إدانة ومشاريع حظر أسلحة محدودة.

  • الاتحاد الإفريقي: غياب إرادة حقيقية للمحاسبة.

  • المنظمات الحقوقية: جهود توثيق هامة دون تنفيذ قضائي فعّال.

  • التحديات: صعوبة الوصول، والتواطؤ الدولي، والانقسام السياسي.

10. المسؤولية والمساءلة القانونية

يُصنف استخدام الأسلحة المحرّمة ضمن جرائم الحرب. وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق شخصيات سودانية، أبرزها عمر البشير، دون تنفيذ فعلي حتى اليوم.

11. التوصيات

  • دعم التحقيقات الدولية المستقلة.

  • فرض عقوبات ذكية على المتورطين.

  • إدماج القانون الدولي في مناهج تدريب القوات المسلحة.

  • توسيع برامج إزالة الألغام ومساعدة الضحايا.

  • إشراك الضحايا في تصميم العدالة الانتقالية.

  • الضغط الدولي من أجل تسليم المتهمين إلى العدالة الدولية.

12. الخاتمة

إن استمرار استخدام الأسلحة المحظورة في السودان يمثل خطرًا دائمًا على السلام الإقليمي والعدالة الدولية. لا بد من إنهاء الإفلات من العقاب من خلال تحقيق دولي شفاف وشامل يحترم كرامة الضحايا ويعزز سيادة القانون.

المراجع

  • تقارير منظمة العفو الدولية (2015، 2016)

  • توثيق هيومن رايتس ووتش حول السودان

  • اللجنة الدولية للصليب الأحمر

  • قرارات مجلس الأمن الدولي

  • نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية

  • اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية (1993)

  • اتفاقية الذخائر العنقودية (2008)

  • اتفاقيات جنيف (1949، 1977)

  • تقارير الأمم المتحدة حول السودان (2023–2025)

  • تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW)

  • وثائق وزارة الخارجية الأمريكية

✍️ إعداد: الباحث والكاتب القانوني الكرتي

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أدلة على القتل الجماعي والتخلص من الجثث في مقبرة جماعية قرب مستشفى الأطفال السابق في الفاشر

-
صورة
    أدلة على القتل الجماعي والتخلص من الجثث في مقبرة جماعية قرب مستشفى الأطفال السابق في الفاشر حدد مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل نشاطًا يتوافق مع التخلص من الجثث في مقبرة جماعية خارج مستشفى الأطفال السابق الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع، وذلك في صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 1 و2 و3 نوفمبر 2025. ظهرت مجموعات جديدة من الأجسام الداكنة اللون بطول يتراوح بين 1.3 إلى 2 متر داخل المنشأة، بالإضافة إلى أرض مضطربة جديدة شرق المستشفى، في صور الأقمار الصناعية بتاريخ 1 نوفمبر. هذه الأجسام لم تكن موجودة في صور 2 نوفمبر أو 28 أكتوبر، وهي تتوافق في الحجم والشكل مع جثث بشرية. من المحتمل أن تكون هذه الأجسام قد نُقلت من مكان آخر، بما في ذلك من داخل المستشفى نفسه. ظهرت اضطرابات أرضية جديدة في صور 1 إلى 3 نوفمبر على بعد حوالي 30 مترًا شرق المستشفى. في 1 نوفمبر، ظهرت اضطرابات صغيرة، ثم في 2 نوفمبر ظهرت خنادق مفتوحة بحجم 7 × 4 متر، وفي 3 نوفمبر ظهرت هذه الخنادق وقد تم تغطيتها. كما ظهرت جسمان بطول 1.3 و2 متر شمال الخندق السابق في صور 3 نوفمبر. هذا النشاط يتوافق مع التخلص الجماعي من الجثث...
قراءة المزيد

حسن البرهان، شقيق عبد الفتاح البرهان، جمع ثروة طائلة تقدر بأكثر من 93 مليون دولار أمريكي

-
صورة
  حسن عبد الرحمن البرهان: ثروة مشبوهة ونهب ممنهج لأموال السودان حسن البرهان، شقيق عبد الفتاح البرهان، جمع ثروة طائلة تقدر بأكثر من 93 مليون دولار أمريكي، في ظل فساد ممنهج ينهك السودان. بينما يعاني الشعب السوداني من أزمات اقتصادية خانقة، يستمر حسن البرهان في مراكمة الأموال المنهوبة من موارد البلاد. كيف تمكن من جمع هذه الثروة الضخمة؟ ولماذا لا يتحدث الناس عن دوره في هذا الفساد المستشري؟ في الوقت الذي يُطالب فيه السودانيون بالعدالة والمحاسبة، تبقى مثل هذه القضايا طي الكتمان، وكأنها محصنة ضد المساءلة. فهل سيأتي اليوم الذي يُحاسب فيه الفاسدون، أم أن السودان سيظل غارقًا في دوامة النهب والاستغلال؟
قراءة المزيد

تقارير دولية وأبحاث مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، وبوضوح من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية : الجنجويد والحكومة التأسيسية ينقلان جثث الضحايا إلى الصحارى لطمس الأدلة

-
صورة
  تقارير ييل: الجنجويد والحكومة التأسيسية ينقلان جثث الضحايا إلى الصحارى لطمس الأدلة بقلم الكرتي – ناشط حقوقي تفيد تقارير دولية وأبحاث مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، وبوضوح من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية، أن الجنجويد وقوات تابعة للحكومة التأسيسية متورطة في عملية منظمة لنقل جثث الضحايا من مدينة الفاشر وإخفائها في الصحارى المحيطة. تُظهر الأدلة أن الجثث تُحمّل على عربات شحن كبيرة وتُدفن في مقابر جماعية نائية ، في محاولة يائسة لطمس الأدلة المادية على الجرائم الوحشية المرتكبة على أساس دوافع عنصرية وقبلية . هذه الأفعال لا تشكل مجرد انتهاك لكرامة الضحايا فحسب، بل تُعد جزءًا من جهد ممنهج لإخفاء آثار الجريمة ومنع أي مساءلة قضائية مستقبلية. إن محاولات إتلاف الأدلة بهذه الصورة تكشف عن نية واضحة لتجنب التحقيقات الدولية وحرمان أهالي الضحايا من حقهم في الحقيقة والعدالة. — الكرتي، ناشط حقوقي
قراءة المزيد