أمام أنظار المُجتمع الدولي، تتكرر الفظائع والمحرقة وعلى مدار العقود الماضِية، ما يزال النوبة أسرى الخوف والموت والإرهاب والترهيب والعوز والفقر والمرض والجهل والاختطاف والاختفاء القسري والنزوح والتعذيب والعنف الذي ترعاه الدولة، على مدار العقود الماضية يتعرض النوبة لمعاملة مختلفة وذلك على خلفية دوافع تتعلق بهويتهم، ومعتقداتهم
إنّ التارِيخ يقُول لِلأجيال الحاضِرة وجيل
المُستقبل , أنّ أبناء جِبال النوبة تعرضُوا لِلقتل المُمنهجْ مِن قِبل حكُومات
السّودان المُتعاقبة مُنذ استقلال هذا البلد حتّى حكُومة الجبهة الإسْلامية , إنّ
أعْمال العُنف ضِد النوبة وبمختلف أشْكالها عملت على أذيت الضمير الإنساني لأبناء
النوبة وجعل الكثيرين منهم يلوذ بالتمرد على الاستبداد والعُنف والقتل المُمنهج
والنزوح والاختطاف والاختفاء القسري , فضلا عن العُنصرية الممنهجة.هجمات عسكرية
عبثيّة ضِد المدنيين تحصد أرواحهم , لقد تناسى المُجتمع الدولي أصالة وكرامة وحقوق
النوبة كبشر كغيرهم مِن البشر , لهم حقوقهم الكاملة والمتساوية في الحياة والكرامة
والحرية والذى يمثل أساس الحُرية والعدالة للبشرية جمعاء. لمْ يتحرر قط أبناء
جِبال النوبة مِن الفقر والفاقة والفزعْ والخوف، بل وعلى مدى تارِيخ السّودان،
عومل ويعامل النوبة بازدراء واستحقار ودونية وعُنصريّة ممنهجة، ليس لهم الحقْ في
إدارة السودان، حقوقهم السياسية والمدنية والاقتصادية وحتى الثقافية تمّ إنكارها
من قبل حكومات السودان، لغاتهم الأصلية أصبحت عيبا لمن يمارسها، أسمائهم أصبحت
مثالا للتقزز والرجعية وفقا للعنصرية العربية اللعينة. ما فتئى ما يُسمى بالصادق
المهدى يقتل أبناء جبال النوبة عندما كان في سُدة السلطة، حتّى أنّه شاع في ذلك
الزمان أنّه يفكر في تغيير إثم جبال النوبة إلى جبال العرب، وإقليم دارفور إلى
إقليم العرب، تبا لك أين ما كنت فأنت فأشى ديكتاتوري في لباس المدنية، والان ينصب
نفسه زعيما للمعارضة! لمن هذا النفاق ويداك مُخضبتان بدماء الأبرياء الذين لقوا
حتفهم في مذبحة الضعين1987م! لمن هذا النفاق وكلتا يداك غارقتان في دماء أبرياء
مذبحة الجبلين! لمن هذا النفاق وكلتا يداك مخضبتان بدماء الأبرياء في جبال النوبة!
لمن هذا النفاق وأنت الذي سرقت أموال هذا الشعب ومنحتها لأسرتك والمقربين إليك من
أبناء جلدتك. ومن الجدير بالذكر، أنّ للصادق المهدى يمتلك أموال ضخمة وعقارات لا
تحصى داخل وخارج السودان، لو كان هذا الصادق المهدى دخله في اليوم الواحد ألف
دولار أمريكي، لما تمكن من جمع هذه الأموال والعقارات، من أين لك هذا؟ إنّ جرائم
الصادق المهدى لن ولم تنته بالتقادم، فلايزال الناجين من مذبحة الضعين يعتصرون
ألما وحسرة، يولولون ويصرخون من أجل العدالة – كل الشكر والتقدير للأستاذين سليمان
أحمد بلدوا، وعشاري أحمد محمود، اللذان وثقا جرائم مذبحة الضعين في كتابهما الذي
يحمل عنوان (مذبحة الضعين - الرق في السودان). إنّ المنافق المهدى عليه أن يغسل وصمة
العار المرسوم على جبينه – وصمة العار في جبال النوبة – وصمة العار فيما يتعلق
بمذبحة الضعين والجبلين – وصمة العار المتعلق بسرقة أموال هذا الشعب. والان أنت
وأسرتك تتمتعون بتلكم الأموال – إنه السُحت والحرام.
أمام أنظار المُجتمع الدولي، تتكرر الفظائع
والمحرقة وعلى مدار العقود الماضِية، ما يزال النوبة أسرى الخوف والموت والإرهاب
والترهيب والعوز والفقر والمرض والجهل والاختطاف والاختفاء القسري والنزوح
والتعذيب والعنف الذي ترعاه الدولة، على مدار العقود الماضية يتعرض النوبة لمعاملة
مختلفة وذلك على خلفية دوافع تتعلق بهويتهم، ومعتقداتهم، وعرقهم، ولغاتهم. على المجتمع
الدولي أنْ يفعّل القانون الدولي ويناصر النوبة الذين يتعرضون لأخطار جمّة مشمولة
بالقتل والكراهيّة والتعصب والعنصرية والتحييز , حيثُ الهجمات العسكرية والتي تمثل
نقطة تحول في التاريخ وهو الأمر ذاته الذى شجع الكثيرين حول العالم من التمرد على
الظلم والاستبداد , كيف ينسى الأجيال الحاضرة وجيل المستقبل جرائم الماضي والحاضر
, كيف تنسى الأجيال القادمة معسكرات الموت في جبال النوبة التي تديرها حكومة
الجبهة الإسلامية , تلكم المعسكرات تشابه بالضبط معسكرات الموت النازية .إنّ ما
يجرى في جبال النوبة , من قتل ودمار ونزوح وقسوة ومصاعب جمة يصعب وصفها , سيظل
باقيا في الأذهان وسيذكر التاريخ ذلك دوما للأجيال. إنّ إنكار حقوق أبناء جبال
النوبة من قبل المجتمع الدولي أمر غير مقبول، كما أنّه من غير المقبول على الإطلاق
أن يظل المجتمع الدولي متفرجا أمام إبادة شعب جبال النوبة.
دائِرة الجحِيمْ والرُعبْ والموت- القنابل تُرمى على رؤوس
المدنيين والعالم المنافِق يصمُتْ صمتْ القبُور- جِبال النُوبة- المأساة المأهُولة
– الجزء الثاني
إنّ المأساة الإنسانية في جِبال النوبة مهولة ,
لِدرجة يصعب وصْفها , مأساة تنفطر لهُ القلوب وتدمع لها العيون , إنّها مأساة
راسِخة ومتجذرة في قلُوب أبناء جبال النوبة , حيثُ طائرات الإنتنوف تمطرهم كُل يوم
بالقنابل العنقودية مُخلفة الموت والشر والدمار , قنابل لا ترحم طِفل صغير وبرئ أو
شيخ كاهل أو إمراه حامل , أو تلاميذ في الصف الأول الابتدائي , قنابل تحرقْ الأخضر
واليابِس وتلحق بالمباني المدنية دمارا شامِلا , تُرمى القنابل على رؤوس المدنيين
ولا أسفا على طِفل أو امرأة حامل أو أي إنْسان ما دموا نوبة فهُم لا يستحقون
الحياة لأنهم دون مستوى البشر – هذا هو حال طائِرات المؤتمر الوطني في جبال النوبة
, ومع ذلك فإنّ العالم ما يزال يلزم الصمت رغم الكوارِث وحجم المأساة الإنْسانيّة في
جِبال النوبة.
يأيها النّاس، إننا لا ننطق إلاّ بالحق، ونحنُ هنا
نتحدث عن أهالي جبال النُوبة الذين يقطنُون في جنُوب كُردفان، الذين يواجهون مأساة
بشعة لا تماثلها مأساة في التاريخ الإنساني الحديث، حيثُ الموت، والعنف، والاختفاء
القسري، والتجويع المقصُود، ونشر الأمراض بين المدنيين العزّل، والتشريد القسري،
ونهب القرى وحرقها، وتدمير الأوابد المدنية، ضاربين عرض الحائط بكل قواعِد القانون
الدولي. مزِيدا من القتل، مزِيدا مِن الخوف والتشريد والتجويع مزِيدا مِن القسوة
والهلاك.
ما بال الأطفال في جبال النوبة يقتلون ويشردون
كالحشرات الناقلة لِلأمراض؟ ما بال ذلك الجنين الذي ما يزال في بطن أمه يقتل؟ ما
بال هؤلاء هكذا يذبحون أمام أنظار المجتمع الدولي ولا يحرك المجتمع الدولي ساكنا؟
أليس لهؤلاء الحق في الحياة والكرامة المتأصلة في كل البشر؟ أليس لهم الحق في
الحرية والعدل والسلام والتحرر من الخوف والفاقة والفقر المدقع؟ أليس لهم الحق في في
التحرر من القسوة والوحشية الإحاطة بالكرامة الإنسانية؟ أليس لهم الحق في الحياة
والأمان في السكن؟ لماذا أبناء جبال النوبة في جنوب كردفان دائما عرضة للويلات التي
جلبت عليهم أحزانا إنسانية لا توصف؟ أين ميثاق منظمة الأمم المتحدة الصادرة في
1945م، بل أين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادرة في العام 1948م، بل أين
القانون الدولي الإنساني الذي يعمل على حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة؟
لماذا يغض المجتمع الدولي عن المأساة الإنسانية البشعة في جبال النوبة؟ لماذا يترك
المجتمع الدولي المدنيين في جنوب كردفان عرضة لطائرات الجبهة الإسلامية في
السودان؟
واقعة حقيقية :التقت منظمة العفو الدوليّة بأحد
أبناء جبال النوبة – هذا الإنسان يسمى الفاضل – لقد سرد تفاصيل محنته بمرارة شديدة
وإليكم تفاصيلها: ( لقد أبتلى الفاضل بمحن ومشاق كثيرة وذلك من جراء طائرات
الإنتنوف حيث وصف الفاضل , الهجوم الذى شنته قاذفة قنابل أنتنونف على احد مواقع
النازحين , حيث أصيبت زوجته التي كانت حامل في شهرها الثامن وفارقت الحياة على
الفور ) وجه الفاضل نداء الى المجتمع الدولي قائلا: إن أهالي جبال النوبة أخبروا
العالم بما يحدث لهم مرارا وتكرارا , حيث أخبر جميع أجهزة الإعلام المختلفة , إذا
فالأمر لا يجهله أحد ولكن الأمر لا يتغير , هل ذلك لأنهم لا يعيرونا أي اهتمام ؟
سؤال من الأستاذ الفاضل الى المجتمع الدولي المنافق). إنّ حكومة السودان، تنشر
بذور الفتة والموت والشر في جبال النوبة، حيث الجحيم والسعير المشتعل الذي يقضى
على البشر والبيئة على السواء، حيث الأهوال القاسية التي أجبرت أهالي جبال النوبة
للجوء الى المغارات والصخور والكهوف.
دائِرة الجحِيمْ والموت- تجلبْ الرُعبْ وتُجبر المدنيين على
العيش تحت الأرْض- جِبال النُوبة- الجزء الأول
سُكان جبال النوبة يتعرضُون لأبشعْ وأفظعْ الانتهاكات،
إنّهم عُرضة لانتزاع أراضيهم بالقوّة الماكرة وسرقة ثرواتهم وإنكار حقوقهم
وثقافاتهم الأصلية، وتعرضهم للقتل والتجويع والمرض والجهل المنظم، بل ويعاملون كمواطنين
من الدرجة الثانية، إنّ النوبة يتعرضون للتهميش ويواجهون تمييزا واضحا في النظم
القانونية في السودان، كما أنهم يتعرضون للعنف والدمار والترهيب والعنف المنظم الذي
ترعاه دولة النفاق والإرهاب، الذين يمارسون جميع الانتهاكات الفظّة باسم الدين.
إن النوبة وعلى مدى تاريخ السودان تعرضوا ويتعرضون
لأبشع الانتهاكات، إنّ التاريخ يقول: أن القتل والدمار والنزوح والاختفاء القسري
والتهميش المنظم، هو نهج جميع حكومات السودان المتعاقبة ضد شعب جبال النوبة،
فحكومة المنافق المهدى قتل من أبناء جبال النوبة أعداد لا تحصى ولا تعد، والان نصب
نفسه كزعيم للمعارضة تبا لك فأنت متهم بارتكاب مذبحة الضعين والجبلين. حكومة سوار الذهب،
استخدم مجموعات البقارة لقتل النوبة. جعفر نميري، ملأ الجبار قبره بالنيران، لقد
تقزز النميري من أبناء جبال النوبة وراح يعاملهم كمخلوقات دون مستوى البشر، والان
وعلى مدى عقود تمارس حكومة الجبهة الإسلامية كل أنواع الانتهاكات ضد أبناء جبال النوبة،
حيث أزيز الطائرات، وزمجرت الدبابات وطقطقت البنادق كلها تصب النيران على رؤوس أبناء
جبال النوبة، حيث أجبروا على العيش في الكهوف وتحت الأرض، يأكلون ورق الأشجار
والحيوانات الميتة وكل المجتمع الدولي يتفرج ولا يحرك ساكنا. إنّ منطقة جبال
النوبة الواقعة في ولاية جنوب كردفان حسب التقسيم الجغرافي الأن، منطقة غنية
بالموارد والثروات الطبيعية، تلكم الثروات هي الأن عرضة، بل تتعرض الأن للمصادرة
والبيع والسرقة تحت جنح الظلام وأناء النهار، إن الثروات تنهب والبشر يقتلون وتنكر
حقوقهم وتلوث بيئتهم الطبيعية الجميلة على أيدي حكومة الجبهة الإسلامية المقيتة.
إن النوبة معرضون لخطر الفناء والاستمرار على قيد الحياة،
حيث التهميش والفقر والأمراض والعنف المعرقن. إنّ النوبة لهم الحق الكامل في أن
يكون لهم الكلمة القوية والعليا في اتخاذ قرارتهم المصيرية. إن النوبة لهم الحق
الكامل في الحفاظ على هوياتهم وثقافاتهم الفريدة وإن كانت تعارض ثقافات المستعربين
والمستقدمين الجدد. إن النوبة لهم الحق الكامل في العيش بحرية دون تمييز وعدم
تعرضهم للتطهير العرقي. إنّ النوبة لهم الحق الكامل في استغلال مواردهم الطبيعية والاستفادة
منها بوجه كامل.
لماذا يتعرض أبناء جبال النوبة للتمييز والتهميش
ويزج بهم في السجون بلا ذنب؟ لماذا نجد أن معدلات الفقر والبطالة والمرض والموت
والجهل عالية بين أبناء جبال النوبة؟ لماذا أبناء جبال النوبة دائما عرضة لسوء
التغذية والأمراض ذات الصلة بسوء التغذية، لماذا كل هذا النزوح والعذاب والموت؟
لماذا هذا الكم الهائل من نزلاء السجون هم من
أبناء جبال النوبة؟ هل خلقوا مجرمين؟ كلا وحاشا!!!
إنّ النوبة يتعرضون لأبشع الانتهاكات اليوم
ويواجهون صعوبات جمة في البقاء على قيد الحياة – لقد وقف العالم يتفرج مكتوفي الأيدي
حيال الإجرام الخطير الذي يهدد بقائهم على قيد الحياة – إن الوضع جد خطير – وعلى
العالم أن ينفض غبار النفاق ويقف ويناصر المدنيين المقهورين في جبال النوبة الذين
هم عرضة للخوف والدمار
دائِرة الجحِيمْ والرُعبْ والموت- القنابل تُرمى على رؤوس
المدنيين والعالم المنافِق يصمُتْ صمتْ القبُور- جِبال النُوبة- المأساة المأهُولة
– الجزء الثاني
إنّ المأساة الإنسانية في جِبال النوبة مهولة ,
لِدرجة يصعب وصْفها , مأساة تنفطر لهُ القلوب وتدمع لها العيون , إنّها مأساة
راسِخة ومتجذرة في قلُوب أبناء جبال النوبة , حيثُ طائرات الإنتنوف تمطرهم كُل يوم
بالقنابل العنقودية مُخلفة الموت والشر والدمار , قنابل لا ترحم طِفل صغير وبرئ أو
شيخ كاهل أو إمراه حامل , أو تلاميذ في الصف الأول الابتدائي , قنابل تحرقْ الأخضر
واليابِس وتلحق بالمباني المدنية دمارا شامِلا , تُرمى القنابل على رؤوس المدنيين
ولا أسفا على طِفل أو امرأة حامل أو أي إنْسان ما دموا نوبة فهُم لا يستحقون
الحياة لأنهم دون مستوى البشر – هذا هو حال طائِرات المؤتمر الوطني في جبال النوبة
, ومع ذلك فإنّ العالم ما يزال يلزم الصمت رغم الكوارِث وحجم المأساة الإنْسانيّة في
جِبال النوبة.
يأيها النّاس، إننا لا ننطق إلاّ بالحق، ونحنُ هنا
نتحدث عن أهالي جبال النُوبة الذين يقطنُون في جنُوب كُردفان، الذين يواجهون مأساة
بشعة لا تماثلها مأساة في التاريخ الإنساني الحديث، حيثُ الموت، والعنف، والاختفاء
القسري، والتجويع المقصُود، ونشر الأمراض بين المدنيين العزّل، والتشريد القسري،
ونهب القرى وحرقها، وتدمير الأوابد المدنية، ضاربين عرض الحائط بكل قواعِد القانون
الدولي. مزِيدا من القتل، مزِيدا مِن الخوف والتشريد والتجويع مزِيدا مِن القسوة
والهلاك.
ما بال الأطفال في جبال النوبة يقتلون ويشردون
كالحشرات الناقلة لِلأمراض؟ ما بال ذلك الجنين الذي ما يزال في بطن أمه يقتل؟ ما
بال هؤلاء هكذا يذبحون أمام أنظار المجتمع الدولي ولا يحرك المجتمع الدولي ساكنا؟
أليس لهؤلاء الحق في الحياة والكرامة المتأصلة في كل البشر؟ أليس لهم الحق في
الحرية والعدل والسلام والتحرر من الخوف والفاقة والفقر المدقع؟ أليس لهم الحق في في
التحرر من القسوة والوحشية الإحاطة بالكرامة الإنسانية؟ أليس لهم الحق في الحياة
والأمان في السكن؟ لماذا أبناء جبال النوبة في جنوب كردفان دائما عرضة للويلات التي
جلبت عليهم أحزانا إنسانية لا توصف؟ أين ميثاق منظمة الأمم المتحدة الصادرة في
1945م، بل أين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادرة في العام 1948م، بل أين
القانون الدولي الإنساني الذي يعمل على حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة؟
لماذا يغض المجتمع الدولي عن المأساة الإنسانية البشعة في جبال النوبة؟ لماذا يترك
المجتمع الدولي المدنيين في جنوب كردفان عرضة لطائرات الجبهة الإسلامية في
السودان؟
واقعة حقيقية:
التقت منظمة العفو الدوليّة بأحد أبناء جبال
النوبة – هذا الإنسان يسمى الفاضل – لقد سرد تفاصيل محنته بمرارة شديدة وإليكم
تفاصيلها: ( لقد أبتلى الفاضل بمحن ومشاق كثيرة وذلك من جراء طائرات الإنتنوف حيث
وصف الفاضل , الهجوم الذى شنته قاذفة قنابل أنتنونف على احد مواقع النازحين , حيث
أصيبت زوجته التي كانت حامل في شهرها الثامن وفارقت الحياة على الفور ) وجه الفاضل
نداء الى المجتمع الدولي قائلا: إن أهالي جبال النوبة أخبروا العالم بما يحدث لهم
مرارا وتكرارا , حيث أخبر جميع أجهزة الإعلام المختلفة , إذا فالأمر لا يجهله أحد
ولكن الأمر لا يتغير , هل ذلك لأنهم لا يعيرونا أي اهتمام ؟ سؤال من الأستاذ
الفاضل الى المجتمع الدولي المنافق).
إنّ حكومة السودان، تنشر بذور الفتة والموت والشر في
جبال النوبة، حيث الجحيم والسعير المشتعل الذي يقضى على البشر والبيئة على السواء،
حيث الأهوال القاسية التي أجبرت أهالي جبال النوبة للجوء الى المغارات والصخور والكهوف.
جرائِمْ الكراهِيّة والعُنف المُعرقنْ – الجُرح الغائِر في
قلُوب الملايين – الطُغيان والاضطهاد والقهر والاستبداد ضِد أبناء جِبال النُوبة-
الجرائِمْ الوحشيّة والانتهاكات المروعة - الجُزء الخامِس
لقد عهد المُجتمع الدولي على نفسهِ، بأنْ ينقذ
الأجيال المُقبلة مِن ويلات الحرب والتي جلبت على الإنسانيّة مرتين أحْزانا يعجز
المرءُ عن وصفها، فضلا عن ضرورة ضمان كرامة الإنْسان وحقوقه الأساسِية لِجميع
أعضاء الأُسرة البشرية، بغض النظر عن المعايير التمييزية، وتحقيق العدالة والدفع
بالرقِى الاجتماعي، جاء ذلك في وثيقة ميثاق الأمم المُتحدة الذي صدر في ختام مؤتمر
الأمم المُتحدة الخاص بنظام الهيئة الدوليّة، في يونيو مِن العام 1949م.
كما أنّ المُجتمع الدولي كان قد اعترف مِن قبل،
بأنّ جميع أعضاء الأُسرة البشريّة يتمتعون بكرامة أصيلة وحقوق متساوية، وأنّه لا
يجُوز تجاهل هذه الحقُوق أو ازدراؤها، لأن ازدراء الحقوق كان في الماضي قد أفضى
إلى أعمال همجية وبربرية أثارت الضمير الإنساني بقوّة ودفع الملايين إلى اللياذ
بالتمرد على الطُغيان والاستبداد والقهر والظلم والموت والعذاب المهين.
كما أنّ المجتمع الدولي عزم على النهوض بالتقدّم الاجتماعي
والتعاون الدولي من أجل مراعاة حقوق الإنسان وحرياته الأساسِية وذلك انطلاقا مِن مبدأ،
أنّ الناس جميعا يولدون أحرارا ومتساوون في الحقوق والكرامة، تلكُم القيم والمبادئ
الحميدة وردت في الإعلان العالمي لِحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المُتحدة في
العام 1948م.
كما أنّ مبدأ القانون الدولي الإنساني، يعمل جاهدا
على حماية المدنيين أثناء النزاعات المُسلحة، جاء ذلك في قانون جنيف المتعلق
بِحماية المدنيين 1949م.
كما أنّ الأمين العام للأمم المتحدة نفسه / بان كي
مون، قد قطع على نفسهِ عهدا على حماية البشرية من الجرائم الوحشية (الإبادة
الجماعية – جرائم الحرب – الجرائم ضد الإنسانية – وجرائم التطهير العرقي) وذلك عبر
المقدمة في كتيب صادر عن مكتب المستشار الخاص المعنى بالإبادة الجماعية.
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه بقوّة هو: كيف يلزم
المُجتمع الدولي والإقليمي والمحلى الصمت , صمت القبور , عندما يرى تلكم المشاهد
المروعة والفظيعة التي تعبر عن الوضع المأساوي الخطير في جنوب كردفان, وبالتحديد
جبال النوبة , حيث القنابل تلقى عبثا ومن غير تمييز على رؤوس المدنيين من الأطفال
والنساء والرجال , حتى المدارس الابتدائية لم تأمن من أزيز الطائرات التي أشعبت
المنطقة بالقنابل الحارقة والمزهق لأرواح البشر بل ومخلفة أضرار جسدية وعقلية
وروحية بالغة الخطورة ودمارا شاملا في المباني المبنية من الطين والقش, ومع ذلك
يلزم المجتمع الدولي الصمت. لقد أجبر طائرات الاستبداد والقهر، ملايين الناس عن التخلي
عن ديارهم هربا من الجحيم والموت.
كيف يلزم المجتمع الدولي الصمت، عندما يرى جرائم في
غاية البشاعة والفظاعة، بل الجرائم الدولية الخطيرة التي تقلق المجتمع الدولي ككل،
ترتكب كل يوم أمام أنظار المجتمع الدولي، فضلا عن الكم الهائل من جرائم الكراهية
المنظمة والممنهجة، فضلا عن القتل الجماعي العمد، العبودية، جرائم العنصرية
والتمييز العنصري، جرائم الأذى الجسدي والعقلي والروحي والترويع المنظم.
لقد تمّ إخضاع مجموعات النوبة في جنوب كردفان عمدا،
لظروف معيشية بهدف إهلاكهم كليا أو جزئيا رويدا رويدا ومازال العالم يلزم الصمت.
إنّ تاريخ منطقة جبال النوبة ملجئ بالمجازر البشرية،
حيث تزهق الأرواح ظلما منذ عقود، إنّ جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد
الإنسانية وجرائم الحرب في جبال النوبة، لا تقل بشاعة وفظاعة عن جرائم الأرومن أو
المحرقة الأرومنية التى ارتكبت من قبل الدولة العثمانية المجرمة، وذلك خلال وبعد
الحرب العالمية الأولى ضد مجموعات الأرمن، حيث راح ضحية المذبحة أكثر من مليون
ونصف المليون شخص.
إنّ جرائم الكراهية والعنف المعرقن في جبال النوبة،
لا يقل بشاعة وفظاعة عن مذابح سيفو أو المذابح الأشورية التي ارتكبت أيضا من قبل الإمبراطورية
العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، وذلك عندما قامت بذبح أكثر من 500 شخص من
الطائف الأشورية.
إنّ الجرائم الدولية الخطيرة في جبال النوبة، لا
تقل خطورة عن مذابح سميل، التي ارتكبت من قبل القوات العراقية أثناء حكومة
المستبد/ رشيد على الكيلاني، ضد الأقلية الأشورية.
إنّ جرائم الكراهية العنصرية في جبال النوبة، لا
تقل فظاعة عن جرائم الكراهية من قبل النظام النازي ضد اليهود (المحرقة اليهودية –
الهولوكوست 1942م)، حيث الاضطهاد الديني والعرقي والسياسي من قبل الديكتاتور أدولف
هتلر.
كما أن سلسلة المذابح والموت المهين في جبال النوبة،
تماثل بالضبط مذابح صبرا وشاتيلا، سربرنتشا، مذبحة حماة، روندا وبروندي وغير ذلك
من المذابح التي شهدتها البشرية في التاريخ الحديث.
إنّ شعب جبال النوبة كغيرهم من الشعوب لهم حقوق
كاملة غير منقوصة: لهم الحق الكامل في الحياة والحرية والكرامة والعدل والسلام،
وبدلا من ذلك فقد تعرض ويتعرض شعب جبال النوبة للاضطهاد العرقي والعنف المعرقن
وأعمال أخرى عبثية وهمجية وانتهاكات وحشية ومروعة أدت ضميرهم بقوّة وشجّعت الإلاف
منهم من اللياذ بالتمرد ضد الخوف والفزع والطغيان والاستبداد والقهر والعذاب
والموت المهين.
إنّ شعب جبال النوبة اليوم ومنذ عقود كان ولايزال
أسير الموت والفزع والخوف والفاقة والجوع والمرض بسبب الحكومات العنصرية المتعاقبة
على سدّة السلطة في هذا السودان – إنّ الوضع جد خطير.
إنّ شعب جبال النوبة , لهم الحق الكامل في التمتع
بالحقوق والحريّات الواردة في الإعلانات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان , وذلك ابتداء
من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان , المبادئ الأساسية في ميثاق منظمة الأمم
المتحدة , القانون الدولي الإنساني , المعاهدات المتعلقة بالحقوق المدنية
والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية , الإعلانات الدولية التي تحمى
الشعوب الأصلية , فضلا فإنّ لهم الحق الكامل من التحرر من الجرائم الوحشية التي
تمارس ضدهم من قبل الطغمة الظالمة من العرب العاربة والمستعربة في هذا البلد
السودان.
لقد تكالب عرب الشرق الأوسط يوما ما للقضاء على
أبناء جبال النوبة – نعم لقد جاء الطيارون العراقيون لقصف جبال تولشى بالغازات
السامّة – نعم لقد ساهمت القوات الإيرانية وحركة حماس وبعض الجهاديين التكفيريين
العرب للقضاء على أبناء جبال النوبة.
يجب على نظام الخرطوم في السودان أن يوقف عمليات الاسترقاق
والاستعباد والتعذيب وسياسة القتل الجماعي والعقوبات والمعاملات الوحشية والقاسية والإحاطة
بكرامة الدميين في جبال النوبة، إنّ النوبة يجب أن يتحرروا من ويلات الحرب التي
جلبت عليهم مرات ومرات عديدة أحزانا ومصائب ومصاعب يعجز المرء عن وصفها، نعم يجب
أن يتحرر النوبة من جرائم الكراهية والعنف المعرقن، ويجب أن لا يتعرضوا للقصف الجوي،
والأذى الجسدي، والروحي، والعقلي.
كما أننا نطالب المجتمع الدولي أن يعمل جاهدا على
إيقاف سياسة إخضاع النوبة لظروف معيشية بهدف إهلاكهم كليا أو جزئيا رويدا رويدا.
دائِرة الجحِيمْ والرُعبْ والموت- الهجمات العسكريّة العنِيفة
أذتْ الضمير الإنساني كثيرا- جِبال النُوبة- السعِير والحرِيقْ المُشتعل– الجُزء
الثالِث
إنّ التارِيخ يقُول لِلأجيال الحاضِرة وجيل المُستقبل،
أنّ أبناء جِبال النوبة تعرضُوا لِلقتل المُمنهجْ مِن قِبل حكُومات السّودان
المُتعاقبة مُنذ استقلال هذا البلد حتّى حكُومة الجبهة الإسْلامية، إنّ أعْمال
العُنف ضِد النوبة وبمختلف أشْكالها عملت على أذيت الضمير الإنساني لأبناء النوبة
وجعل الكثيرين منهم يلوذ بالتمرد على الاستبداد والعُنف والقتل المُمنهج والنزوح والاختطاف
والاختفاء القسري، فضلا عن العُنصرية الممنهجة.
هجمات عسكرية عبثيّة ضِد المدنيين تحصد أرواحهم،
لقد تناسى المُجتمع الدولي أصالة وكرامة وحقوق النوبة كبشر كغيرهم مِن البشر، لهم
حقوقهم الكاملة والمتساوية في الحياة والكرامة والحرية والذي يمثل أساس الحُرية
والعدالة للبشرية جمعاء.
لمْ يتحرر قط أبناء جِبال النوبة مِن الفقر
والفاقة والفزعْ والخوف، بل وعلى مدى تارِيخ السّودان، عومل ويعامل النوبة بازدراء
واستحقار ودونية وعُنصريّة ممنهجة، ليس لهم الحقْ في إدارة السودان، حقوقهم
السياسية والمدنية والاقتصادية وحتى الثقافية تمّ إنكارها من قبل حكومات السودان،
لغاتهم الأصلية أصبحت عيبا لمن يمارسها، أسمائهم أصبحت مثالا للتقزز والرجعية وفقا
للعنصرية العربية اللعينة.
ما فتئى ما يُسمى بالصادق المهدى يقتل أبناء جبال
النوبة عندما كان في سُدة السلطة، حتّى أنّه شاع في ذلك الزمان أنّه يفكر في تغيير
اسم جبال النوبة إلى جبال العرب، وإقليم دارفور إلى إقليم العرب، تبا لك أين ما
كنت فأنت فأشى ديكتاتوري في لباس المدنية، والان ينصب نفسه زعيما للمعارضة! لمن
هذا النفاق ويداك مُخضبتان بدماء الأبرياء الذين لقوا حتفهم في مذبحة الضعين1987م!
لمن هذا النفاق وكلتا يداك غارقتان في دماء أبرياء مذبحة الجبلين! لمن هذا النفاق
وكلتا يداك مخضبتان بدماء الأبرياء في جبال النوبة! لمن هذا النفاق وأنت الذي سرقت
أموال هذا الشعب ومنحتها لأسرتك والمقربين إليك من أبناء جلدتك. ومن الجدير بالذكر،
أنّ للصادق المهدى يمتلك أموال ضخمة وعقارات لا تحصى داخل وخارج السودان، لو كان
هذا الصادق المهدى دخله في اليوم الواحد ألف دولار أمريكي، لما تمكن من جمع هذه
الأموال والعقارات، من أين لك هذا؟
إنّ جرائم الصادق المهدى لن ولم تنته بالتقادم، فلايزال
الناجين من مذبحة الضعين يعتصرون ألما وحسرة، يولولون ويصرخون من أجل العدالة – كل
الشكر والتقدير للأستاذين سليمان أحمد بلدوا، وعشاري أحمد محمود، اللذان وثقا
جرائم مذبحة الضعين في كتابهما الذي يحمل عنوان (مذبحة الضعين - الرق في السودان).
إنّ المنافق المهدى عليه أن يغسل وصمة العار المرسوم على جبينه – وصمة العار في
جبال النوبة – وصمة العار فيما يتعلق بمذبحة الضعين والجبلين – وصمة العار المتعلق
بسرقة أموال هذا الشعب. والان أنت وأسرتك تتمتعون بتلكم الأموال – إنه السُحت
والحرام.
أمام أنظار المُجتمع الدولي، تتكرر الفظائع
والمحرقة وعلى مدار العقود الماضِية، ما يزال النوبة أسرى الخوف والموت والإرهاب
والترهيب والعوز والفقر والمرض والجهل والاختطاف والاختفاء القسري والنزوح
والتعذيب والعنف الذي ترعاه الدولة، على مدار العقود الماضية يتعرض النوبة لمعاملة
مختلفة وذلك على خلفية دوافع تتعلق بهويتهم، ومعتقداتهم، وعرقهم، ولغاتهم.
على المجتمع الدولي أنْ يفعّل القانون الدولي
ويناصر النوبة الذين يتعرضون لأخطار جمّة مشمولة بالقتل والكراهيّة والتعصب
والعنصرية والتحييز، حيثُ الهجمات العسكرية والتي تمثل نقطة تحول في التاريخ وهو
الأمر ذاته الذي شجع الكثيرين حول العالم من التمرد على الظلم والاستبداد، كيف
ينسى الأجيال الحاضرة وجيل المستقبل جرائم الماضي والحاضر، كيف تنسى الأجيال
القادمة معسكرات الموت في جبال النوبة التي تديرها حكومة الجبهة الإسلامية، تلكم
المعسكرات تشابه بالضبط معسكرات الموت النازية.
إنّ ما يجرى في جبال النوبة، من قتل ودمار ونزوح
وقسوة ومصاعب جمة يصعب وصفها، سيظل باقيا في الأذهان وسيذكر التاريخ ذلك دوما
للأجيال.
إنّ إنكار حقوق أبناء جبال النوبة من قبل المجتمع الدولي
أمر غير مقبول، كما أنّه من غير المقبول على الإطلاق أن يظل المجتمع الدولي متفرجا
أمام إبادة شعب جبال النوبة.
جِبال النُوبة الماضي الجرِيحْ- الحاضِر الألِيم الموت والعذاب
المهين- المُستقبل المجهُول - جِبال النُوبة الحرِيقْ والسعِير – الجُزء الرابع
بالرغم من كل المساهمات الاقتصادية والسياسية
والأمنية والعسكرية الضخمة التي يقدمها شعب جبال النوبة لهذا السودان، إلا التاريخ
يوثق قائلا: أن كل الحكومات المتعاقبة على حكم السودان وبدون أية استثناء ارتكبت
جرائم في غاية البشاعة، فضلا عن الكم الهائل من التهميش والانتهاكات المروعة لحقوق
الإنسان، حتىّ أن الثورة المهدية عبثت بحقوق النوبة بصورة وحشية وقمعية وقهرية،
حيث يذكر التاريخ أن أزلام الثورة المهدية قامت بقمع انتفاضة الملك / عجبنا بصورة
وحشية لم يسبق له مثيل.
إنّ التاريخ يقول: إنّ ماضي جبال النُوبة ماضي جريح،
جُرح غائر ينزف دما وحسرة وندما وألما، جرح غائِر مدفون في قلوب ملايين الرجال
والأطفال والنِساء، ماضي ممزوج بالأمهات والعذاب والموت والجوع والمرض والجهل
والنزوح القسري والفصل العنصري والتمييز العنصري، فضلا عن الكم الهائل من جرائم
الكراهية والعنف المعرقن.
كل حكومات السودان المتعاقبة بعد استقلاله في
العام 1956م قد تعمدت بتهميش مناطق جنوب كردفان، حيث لا توجد أية تنمية بشرية تذكر
على الإطلاق، سواء كان في مجال الصحة، التعليم أو المشاريع التنموية الزراعية،
حتّى مشروع هبيلا الزراعي، تعرض لأسوأ استغلال يمكن أن يذكره التاريخ. وماذا عن
التنمية التعليمية في جنوب كردفان، تفتقر الولاية للمدارس الابتدائية، والثانوية،
أما عن جامعة الدلنج فتفتقر هي الأخرى لأبسط المقومات التعليمية. ماذا عن مجال
الصحّة والخدمات العامّة، فحدث ولا حرج، لا توجد مستشفيات أو مراكز صحيّة للمواطنين،
حيث يموت الناس للانعدام العناية الصحيّة.
إنّ الناس في مناطق نهر النيل والجزء الشمالي من
السودان يتمتعون بصحة جيدة وأغذية وفيرة، حتّى بدت السمنة في أجسادهم، لا تعرف
بطونهم الجوع، بل جنات ولهم ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون!!! إنّ
الوضع جد خطير في ظل الظلم التاريخي الممنهج ضد شعب جبال النوبة في جنوب كردفان.
إنّ التاريخ يوثق ويقول: أنّ كل حكُومات السّودان المُتعاقبة لم تنصف حقوق النوبة،
أولئك المستبدون الذين ماسوا ويمارسون القمع والانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان الذي
نتج عنه مقتل الألوف من أبناء جبال النوبة على مر العقود. منذ أن نال هذا السودان استقلاله
عن الحكم الثنائي الإنجليزي المصري في العام 1956م , فشلت كل الحكومات المتعاقبة في
إنصاف أبناء النوبة , ابتداء من حكومة الدكتور/ عبد الفتاح المغربي , رئيس مجلس
السيادة الأول , حيث فشلت الحكومة فشلا زريعا في تنمية جبال النوبة , حكومة
أسماعيل الأزهري , لم يكن مُتشجعا في الحديث عن مناطق كردفان الكُبرى ناهيك عن
جبال النوبة , الفريق / إبراهيم عبود , الذى تولى قيادة السّودان منذ العام 1958م
إلى العام 1964م , كان متعمدا في إهلاك أبناء جبال النوبة وذلك من خلال التهميش
المقصود الذى مارسه أثناء توليه مقاليد الحكم وعلى نفس المنوال , الحكومة الديمقراطية
الثانية / سر الختم الخليفة , الحكومات الائتلافية المتعاقبة والتي كان يرأسها كل
من / محمد احمد محجوب والصادق المهدى , الحكومة العسكرية الثانية / بقيادة
الديكتاتور / جعفر النميري , حكومة الفريق / عبد الرحمن سوار الذهب / حكومة ما
يسمى ب النظام الديمقراطي الثالث برئاسة / الصادق المهدى , وأخيرا حكومة الجبهة
الإسلامية بقيادة كل من عمر البشير وحسن الترابي , الذى تمّ إقصاءه مؤخرا عبر خلاف
غير مفهوم.
كل تلكم الحكومات السابقة كانت بردا وسلاما على
أهل الشمال وحريقا وسعيرا وموتا لشعب جبال النوبة.
إنّ الصادق المهدى، هو الذي قام بتسليح القبائل
المستعربة في جنوب كردفان لقتل النوبة وذلك عن طريق وزير دفاعه / فضل الله برمة،
وأحداث كرشولا مازالت في الأذهان، وماذا عن التجمع العربي، الذي يعرفه القاصي والداني
وماذا عن فكرة جبال العرب بدلا من جبال النوبة – من الذي تبنى لتلكم الفكرة أنّه
المنافق المهدى، هذا الذي يدعى معارضته الشديدة لحكومة الجبهة الإسلامية – إنّه
النفاق الممزوج بالكذب – ولكن لمن هذا النفاق وكلتا يداك ملطختان بدماء الأبرياء في
جبال النوبة. وماذا عن مذبحة الجبلين ومن الذي قام بتسليح قبائل الصبحة لقتل
القبائل الأخرى؟ وماذا عن مذبحة الضعين؟
إن أسوأ حكومة مزقت شعب النوبة، هي حكومة الجبهة
الإسلامية والتي استولت على السلطة في العام 1989م حيث تم معاقبة النوبة لممارستهم
أنشطتهم الثقافية، وماذا عن مليشيات الدفاع الشعبي التي مارست جرائم وفظائع وحشية
يصعب وصفها على الإطلاق، لم ولن ينسى التاريخ تلكم الجرائم الدولية الخطيرة في حق
نساء ورجال وأطفال شعب جبال النوبة. تلكم الجرائم الرهيبة والتي تمثلت في: الاختطاف
والاختفاء القسري، التعذيب الممنهج، الاحتجاز غير القانوني وفى ظروف لا أدميّة،
القتل الممنهج والمنظم، الإرهاب المحلى، التخويف، استعباد نساء وأطفال النوبة،
التهجير القسري، العزل في معسكرات في الصحراء أو في الفيافي، العبودية البشرية
والتمييز العنصري، القصف الجوي، وغير ذلك من الجرائم الرهيبة التي نعجز عن وصفها.
في السطور القادمة، سوف نذكر وبصورة غير مفصلة
المناطق التي تعرضت لأسوأ انتهاكات حقوق الإنسان في ظل حكومة الجبهة الإسلامية
وذلك على هذا النحو:
في البدء، يجب أن نؤكد، أنّ نظام الجبهة الإسلامية
لديها خطّة لتهجير شعب جبال النوبة من مناطقهم الغنية بالموارد الطبيعية، وذلك
تمهيدا لاستغلال تلكم الموارد وحرمان السكان الأصليين من استغلال مواردهم الطبيعية
التي يتمتع بها مناطق جبال النوبة.
في العام 1990م، قامت قوات الدفاع الشعبي بحملة
تطهير عرقي وإبادة جماعية ضد أهالي منطقة خور العفن والواقعة شرق مدينة كادقلى،
حيث تمّ اغتيال الآلاف الناس ظلما. ماذا عن الهجوم العسكري الذي شنّ ضد قبائل
المورو وكمدة اللذان استهدفتهم قوات الدفاع الشعبي في نفس العام.
في العام 1991م، تعرضت قرية كتلة لهجوم عسكري شرس،
نتج عنه إزهاق أعداد لا تحصى من البشر، ومن الجدير بالذكر أن الهجوم كان تحت قيادة،
والى الولاية السيد/ عبد الوهاب عبد الرحمن، الذي يعاني من أمراض خطيرة الأن، إن
هذا الشخص يداه ملطختان بدماء الأبرياء.
من المسؤول عن اغتيال المحامي / حمدان حسن كورى، والذي
قتل بدم بارد وبأيدي حكومة الجبهة الإسلامية الخفية المجرمة.
من المسؤول عن القتل الجماعي الذي نفذ ضد مناطق:
الشواية – لقورى – النيمانج – تيمين – حجر الملك – كادقلى – ميرى – كمدا – جلدا –
الكواليب- كرنقوا – تلشى وما أدراك ما تلشى – الخلفان – كيقا الخيل – كندمة تيرة-
أبو حشيم – شاق فارو – شات الروم – كاتشا- دكولة – بلنجا – المغرور طرور- شرور –
كيق دميك – أبناء جوى- هيبان – ميرى- جوه ابيى- البرام – التيس – الفورى – خور
العتمور – دلوكة – كادقلى مرتة – لقاوة الكمدا – فاما – فارما – شات الصفية – حى
لوليا- كتلا – ومناطق البرقو مواطن. إنّ قوات الدفاع الشعبي هي التى مارست عمليات
القتل الجماعي في تلكم المناطق.
من المسؤول عن اغتيال القس / يوحنا تيه كوكو – من المسؤول
عن التهجير الجماعي لشعب جبال النوبة من مناطقهم الأصلية في العام 1991 -1992م،
حيث هجر ملايين النوبة مناطقهم قسريا، الى منطق الحضر في شمال السودان، حيث
التهميش والفقر والجهل والمرض والجوع والعذاب المهين. في
العام 1993م، تعمدت حكومة الجبهة الإسلامية، تجويع شعب جبال النوبة وذلك من خلال
منع وصول الإغاثات الدولية للمناطق التي يعاني أهلها الجوع والمرض.
من الذي قام بيع أطفال جبال النوبة لدول في الشرق
الأوسط ومن بيها إيران؟
من الذي قام باستئجار الطيارون العراقيون لقصف مناطق:
تولشى – كرنقوا عبد الله – سلارا – هيبان – أم دورين – حيث قتل أعداد لا تحصى ولا تعد.
حيث تمّ استخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليا.
حاضر شعب جبال النوبة، حاضر أليم، حيث يتعرضون
للقتل الجماعي والتهجير القسري، الاختطاف والتجويع وغير ذلك من الانتهاكات الخطيرة
لحقوق الإنسان.
مستقبل شعب جبال النوبة مستقبل مجهول في ظل الحرب
الدائمة بين الحكومة السودانية وجماعات التمرد، وشعب جبال النوبة يدفع الثمن عاليا
وغاليا.
نواصل
حمانيد الكرتى
أكتوبر 2018م

تعليقات
إرسال تعليق